الاضرابات تشل خدمات "اليمنية" و"الطيران الحربي" وتهدد مطبوعات "الثورة".. والوقفات الاحتجاجية تصل ديوان "النائب العام".. وآثار عدن وجامعيو "الداخلية" يواصلون اعتصامهم ازدادت وتيرة الفعاليات الاحتجاجية في عدد من قطاعات الدولة المدنية والعسكرية والتي اتخذت أشكالاً متعددة كالاضرابات والاعتصامات والمظاهرات للمطالبة بحقوق قانونية ووظيفية ومهنية. ورغم محاولات حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوه اطفاء جذوة هذه الفعاليات الاحتجاجية من خلال التحذيرات التي أطلقتها في اجتماعها الدوري الأسبوع قبل الماضي من هذه الفعاليات الاحتجاجية بمزاعم تعطيل العمل، إلا ان تلك التحذيرات التي حملت صيغة التهديد زادت لهيب الاحتجاجات اشتعالاً وازدادت انتشاراً في وزارات ومؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة. حيث احتشد مئات المواطنين في وقفة احتجاجية أمام مبنى رئاسة الوزراء أثناء انعقاد الاجتماع الأسبوعي للحكومة، للمطالبة باخراج المعسكرات من العاصمة التي باتت تمثل خطراً على حياة المواطنين، ورفع المحتجون لافتات تطالب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بسرعة اخراج المعسكرات من داخل العاصمة صنعاء، مرددين شعارات وهتافات منددة بما خلفته الانفجارات في معسكر الفرقة الأولى مدرع من ضحايا في صفوف المدنيين وخسائر مالية في الممتلكات العامة والخاصة، والمثير في تلك الوقفة الاحتجاجية ان رئاسة الحكومة استعانت بجنود من الفرقة الأولى مدرع لتفريق المحتجين بالقوة. وفي سياق متصل يواصل موظفو وعمال الشركة اليمنية للخدمات الأرضية في عموم مطارات الجمهورية إضرابهم الذي بدأوه مساء الثلاثاء للمطالبة بمعالجة المشاكل المالية والإدارية للشركة، والتي تنصل عنها رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية والمدير التنفيذي للشركة بعد اقرارها في ابريل الماضي. وحددت نقابة الشركة اليمنية للخدمات الأرضية الاثنين القادم موعداً للانتقال من الاضراب الجزئي إلى الاضراب الشامل في حالة عدم الاستجابة لمطالب منتسبيها. وعلى ذات الصعيد يواصل موظفو وصحفيو وفنيو مؤسسة "الثورة" للصحافة والطباعة والنشر اضراباً شاملاً للمطالبة بصرف مستحقاتهم المتأخرة منذ أكثر من 7 أشهر، وإجراء اصلاحات مالية وإدارية وتجفيف منابع الفساد المتفشي في المؤسسة والذي تسبب في إهدار المال العام ومستحقات الموظفين دون وجه حق. وأكد منتسبو مؤسسة "الثورة" للصحافة انهم سيستمرون في اضرابهم الذي بدأ الاثنين الماضي حتى يتم صرف جميع المستحقات أو صرف نصفها وجدولة النصف الثاني خلال فترة لا تتجاوز 3 أشهر، مهددين بتصعيد اضرابهم وايقاف صدور صحيفة "الثورة" وكافة مطبوعات المؤسسة في حال عدم التجاوب لمطالبهم. وفي رد فعل على اضراب موظفي المؤسسة قدم رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الثورة" للصحافة استقالته الثلاثاء إلى وزير الإعلام، وهو ما اعتبره الموظفون هروباً من المسؤولية وفشلاً في إدارة موارد مؤسستهم وصرف مستحقاتهم أولاً بأول. ووصلت الفعاليات الاحتجاجية إلى ديوان النائب العام، حيث نظم العشرات من الموظفين الجدد في مكتب النائب العام وقفة احتجاجية على تجاهل النائب العام والنيابة العامة لحقوقهم الوظيفية المعتمدة من الخدمة المدنية ووزارة المالية.. مطالبين بتثبيتهم ومنحهم الدرجات الوظيفية المخصصة للنيابة العامة بحسب طلب النائب العام. وفي محافظة عدن يواصل موظفو فرع الهيئة العامة للآثار بالمحافظة وقفاتهم الاحتجاجية للمطالبة بوضع حد لتدهور أوضاع فرع الهيئة بعدن، وأطلقوا تحذيرات من عواقب ما وصفوه بالإهمال المتعمد والتدمير الممنهج الذي يتعرض له المتحف الوطني بعدن، وطابوا الجهات المعنية بالتحرك لمعالجة أوضاع العاملين وترميم المتحف. وعلى الصعيد الأمني والعسكري، أدى جموع من الجامعيين المعتصمين من منتسبي وزارة الداخلية يوم أمس للمرة الثانية صلاة الجمعة أمام بوابة نادي ضباط الشرطة بصنعاء. وكان الجامعيون المعتصمون منذ أشهر أمام نادي ضباط الشرطة قد دشنوا الأسبوع قبل الماضي أول جمعة لهم وأسموها "جمعة البداية" في إطار اعتصامهم للمطالبة بمعالجة أوضاعهم الإدارية واستحقاقاتهم المالية. وأشار المعتصمون إلى ان وزير الداخلية يماطل في تحقيق مطالبهم وسبق له ان شكل 3 لجان رفعت عدة مقترحات ولم تتم الموافقة عليها. ومن جانبهم يواصل الضباط والأفراد من خريجي المعهد الفني للطيران والدفاع الجوي اضرابهم عن العمل وتنفيذ وقفاتهم الاحتجاجية أمام القاعدة الجوية على طريق مطار صنعاء الدولي منذ أسابيع. ويطالب خريجو المعهد بحقوقهم القانونية في الوقت الذي يواصل فيه زملاؤهم في جميع ألوية وقواعد الطيران الحربي في عموم الجمهورية اضرابهم عن العمل وتصعيد مطالباتهم باقرار حقهم القانوني في الترقيات، مؤكدين استمرار اضرابهم حتى تلبية مطالبهم.