عجيب أمر أحزاب اللقاء المشترك ..!! وحق للمرء المتابع لهذه الأحزاب أن يعجب بكل ما أوتي من مشاعر وعواطف. و لا غبار على المرء أن تنتابه موجات متلاطمة من مشاعر الحزن والرثاء وذلك أمر طبيعي . فالمتأمل والمتابع لمسيرة هذه الأحزاب يجد أنها تعيش أجواءً من التخبط والتناقض وعدم وضوح الرؤية والهدف. فبقدر ما تزايد وتتنطع بحرصها على مصلحة اليمن ومصلحة أبنائه وحل مشاكلهم وجعلهم يعيشون في بحبوحة من العيش الرغيد، فإن صيرورة ذلك من وجهة نظرهم لا يحققها إلا إسقاط النظام ، ومع ذلك فالأكثر خوفاً هو ما يختبئ وراء أكمة هذه الأحزاب . فالثابت أن أحزاب اللقاء المشترك تحكمها جملة من التناقضات الخطيرة ، تناقضات فكرية فيما بين الأحزاب من جهة، وتناقضات في الرؤى والعمل بين قيادات الأحزاب وقواعدها من جهة أخرى، وبالتأكيد أن هذا التناقض يترك مساحات شاسعة ذات ألوان متنوعة ، منها ما يدعو الى العجب ومنها ما يدعو إلى الحزن ، ومنها ما يدعو إلى الرثاء . أما العجب فمصدره تناقض أدبيات تلك الأحزاب وأنظمتها الداخلية مع أفعالهم وتصرفاتهم ، ويؤكد ذلك ما تذكره أدبياتها السياسية حول الثوابت الوطنية وعدم المساس بها ، بينما هي الآن تقدم دعمها بطرق متنوعة مباشرة وغير مباشرة - للمتمردين الحوثيين من جهة ، وغضها الطرف وتعاميها عما تقترفه جماعات ما يسمى ب" الحراك الجنوبي " في حق المواطنين، مجسدين التعامل بالبطاقة و الجهوية المناطقية .. ومع كل ذلك فأحزاب المشترك تدعو إلى الاعتراف بمطالب أولئك المجرمين والتي منها العودة بالوطن إلى ما قبل الوحدة . أما مشاعر الحزن فيبررها الخوف المتولد من خيبة الأمل الذي كان يتطلع إليه الشعب في هذه الأحزاب من خلال مساهمتها الجادة عبر القنوات المعتادة التي تعين السلطة على إيجاد بيئة آمنه ومستقرة، تعرف التنمية إليها طريقها وفي ظلها تتوافر عوامل رفاهية المواطن اليمني ورخائه وازدهاره . أما مشاعر الرثاء فإنها لحال هذه الأحزاب التي مهما تباكت وادعت حرصها على مصلحة الوطن، فإن زيفها وبهتان ادعائها سرعان ما تفضحه الأحداث المستجدة، وفي حينه لن يتوانى الشعب بمحاكمة من يتاجرون بهمومه و يعتاشون على مآسيه وآلامه في استثمار حقير اعتادوا عليه وحينئذ لا يسع المرء إلا أن يرثى لحالهم ...