منذ تولي هادي منصب الرئيس والأخطاء ترافق مسيرته طيلة فترة تبوؤه ذلك المنصب.. ومن تلك الاخطاء الفادحة فكرة الرهان على الخارج التي لم تفارق سياساته تارة، من خلال التهديد والوعيد، وتارة من خلال تطبيقها على ارض الواقع، وفي مواقف كثيرة رافقت الحراك السياسي للوطن خلال تلك الفترة.. بحت اصوات الشرفاء من ابناء الوطن وجفت الاقلام، والجميع يحاول افهامه بأن من يستقوي بالخارج هو الخاسر الكبير.. المشكلة الحقيقية التي أرقت الشعب اليمني هي معرفتهم بأن هذا الرجل لم يعي بعد بأن اليمنيين لا يرضون بأي تدخل خارجي.. لأن أي تدخل في شؤون اليمن يعتبر انتهاكاً لسيادة البلد.. ويشكل استفزازاً عظيماً لهم.. والكارثة الكبرى عندما تأتي تلك الدعوة من رئيس يعتبره غالبية ابناء اليمن غير شرعي.. قبل اسبوع وبالتحديد يوم الاحد الماضي 22 / 3 / 2015م.. طلب هادي رسمياً من مجلس الامن بالتدخل العاجل لحمايته ومليشياته التي تم حشدها سابقاً بغرض نهب المعسكرات وخلق فوضى عارمة داخل المدن الجنوبية.. هادي كان يعلم بأن لجانه الشعبية لجان فيد، وانها لن تقاتل معه من اجل سواد عينيه.. فقام باجراء صفقة معهم بالتحرك مقابل تسليمهم المعسكرات والسماح لهم بنهب عتادها وأسلحتها.. فكانت النتيجة المتوقعة هي تركه وحيداً بعد تنفيذ تلك المليشيات ما أتت من أجله لتؤكد أنها لا تؤمن إلا بلغة واحدة وهي لغة (الفيد). الطامة الكبرى تتمثل في جهله بأنه في حالة حدوث مثل ذلك التدخل الخارجي سواءً كان خليجياً أو اجنبياً لن يخدم سياساته ولن يكون درعاً له لحمايته، لأن مثل ذلك التدخل سيزيد من شعبية اللجان الثورية المساندة لقوات الجيش اليمني.. وستكون نتائجه عكسية بالنسبة له.. على غرار القاعدة اليمنية التي تقول: (انا واخي على ابن عمي وانا وابن عني على الغريب).. صحيح بأن هادي لم يعلن رسمياً الدعوة إلى الانفصال إلا انه جسد ذلك عملياً في الميدان.. من خلال ممارساته بعنصرية ومناطقية ضد أفراد الحرس الجمهورية وقوات الأمن الخاصة (الشماليين) والدفع بلجانه لطرد مواطنين من منازلهم وارتكاب جرائم شنعاء بحق جنود في عدن ولحج وغيرها من التصرفات اللا اخلاقية والمنافية لتجسيد روح المواطنة المتساوية.. عندها بدأ الشعب اليمني يساوره الشك والقلق على وحدة اليمن وسلامة اراضيه.. فتحرك بإدراك ووعي منه للدفاع عما تبقى من مكتسبات وطنية، واندفع بكل طاقاته وقوته ايماناً منه بأن الغالي يرخص لأجل هذا الوطن الذي مزقته سياسات رئيس تحدث فكذب، ووعد فأخلف، واؤتمن فخان.. فالشعب لا يرحم غشيم السياسة..