دخلت جبهات الحدود اليمنية السعودية، في مشهد المصالحة واتفاق التهدئة، ما سيفتح الطريق نحو مسارات سياسية تختلف تماماً عن سابقاتها وبرعاية أممية ودولية غير مسبوقة. وقالت مصادر متطابقة في العاصمة صنعاء، وقبلية على الحدود، لوكالة "خبر"، أن عملية التفاوض بين الجانبين، اليمني والسعودي، منذ أسابيع تقريباً عبر وجاهات قبلية ذات ثقل من مناطق الحدود في البلدين، وتجلت نتائجها في عملية تسليم أحد الأسرى السعوديين يوم الاثنين (أمس الأول)، وسط معلومات عن دخول اتفاق هدنة حيز التنفيذ يشمل جبهات الحدود. وذكر مسؤول سياسي في العاصمة صنعاء، أن اتفاقاً "إنسانياً" تم التوصل إليه، عبر وساطات قبلية يمنية وسعودية في مناطق الحدود، تم من خلاله عملية تبادل أسرى وأيضاً إدخال قوافل طبية وإغاثة. وصباح الأربعاء 9 مارس/ آذار 2016، أعلنت وكالة "واس" الرسمية السعودية، أن "شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة لدخول مواد طبية وإغاثية"، دون أن تورد مزيداً من التفاصيل. وتحدثت وسائل إعلام غربية، أمس الثلاثاء، عن انعقاد محادثات مباشرة بين السعودية و"أنصار الله"، وعن توجه وفد من الحركة اليمنية إلى الداخل السعودي، للقاء مسؤولين. فيما لم يصدر أي توضيحات رسمية من قبل الحركة عن ذلك. من جانبه اعتبر السياسي اليمني والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ ياسر العواضي، أن الحوار اليمني السعودي هو المطلوب، الذي يرى المؤتمر وأنصار الله، من خلاله، الخروج بنتائج واقعية. مشدداً، في سلسلة تغريدات على حسابه الشخصي في موقع التدوين العالمي تويتر، "أنها تظل مساعي نتمنى نجاحها". ونوه إلى ضرورة أن يدرك "الجميع وخصوصاً العدو وزبانيته أنه في ظل العدوان لا شيء يفرق بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان مهما حدث".. وقال: "تحية لقبائل نجران وعسير وجيزان وقبائل صعدة وحجة والجوف أصحاب الحدود المشتركة لجهودهم، ونتمنى لها التوفيق، وسوف يصدر توضيح رسمي وكامل في وقته". وأكد العواضي، "وجود التنسيق بشكل كامل في الملف الخارجي للتعامل مع العدوان بكافة أشكاله، والمؤتمر يشعر بارتياح حتى الآن للتجاوب، ويشجع على استمرار التواصل".
