مازال الكثيرون (في داخل الحزب الاشتراكي اليمني وخارجه) يراهنون على عقلانية الاستاذ ياسين سعيد نعمان، وحكمته، في ترشيد ذلك الخطاب المتشنِّج (وغير العقلاني) لبعض القيادات او العناصر داخل "الاشتراكي" او المحسوبة عليه، والتي تحاول من خلال ما تردد من دعوات مناطقية وانفصالية - إعطاء انطباعات خاطئة - وكأن الحزب المعروف بتاريخه الوحدوي ومواقفه الوطنية، يجاريها في ذلك الخطاب او يغض الطرف عنها على الأقل .. وهذا ما ظل يثير الحيرة لدى الكثيرين من أصدقاء وخصوم "الاشتراكي" على السواء الذين يرون بأن التزام الصمت على تلك "الأصوات النشاز" التي تغرد خارج سرب الإجماع الوطني إزاء قضية الوحدة، يعطي رسائل خاطئة إزاء حقيقة موقف الحزب مما يجري، خاصة تلك التصرفات الانفصالية والمغامرة التي يقدم عليها أشخاص كالخبجي وشلال والشنفرة وطماح والعطاس والبيض والنقيب وغيرهم ممن يجعلون "الاشتراكي" منزوياً في دائرة ضيقة ومحاطاً بالاتهامات والتساؤلات والشكوك في هذا الجانب.. الموقف الوطني الجَيِّد للأستاذ ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب (وخلال الاجتماع الأخير للأمانة العامة للحزب وإلى جانبه عدد من الأصوات العاقلة) يستحق التقدير والثناء، لا من حيث التصدي لتلك الأصوات التي ظلت تريد الدفع بالحزب نحو المجهول أو الانتحار السياسي، ولكن - أيضاً - من خلال التأكيد بأن سلخ الحزب من ثوبه الوحدوي والوطني، أو التنكُّر لتاريخه ونضالاته من أجل وحدة الوطن، إنما يقدم "الاشتراكي" على طبق من فضة لخصومه في الداخل والخارج، الذين لديهم ثأرات مبيَّتة معه ولا يريدون له حضوراً وطنياً وعلى أي مستوى. إن مجرد الإذعان لأي صوت يسعى لتمزيق الوطن أو يريد جرجرة "الاشتراكي" للقبول بمنطق ركوب موجة "الحراك الانفصالي" تحت وهم تحقيق مصالح (آنية وغير مضمونة) إنما هو رهان خاسر وغير ذكي وسيؤدي في نتيجته إلى الكارثة التي سيخسر نتيجة لها "الاشتراكي" الكثير مما ظل يناضل من أجله ويدافع عنه (ويفاخر به) ويستمد من خلاله وجوده وتأثيره في الساحة اليمنية.. ولهذا فإن المنطق يقول بأن على "الاشتراكي" ان يندفع بعقلانية صوب ما يهدِّئ الأوضاع ويفوِّت المخططات المتآمرة على الوطن ووحدته ويشجع على الحوار الذي يؤدي إلى مناخات أفضل وغايات منشودة للجميع، في الاستقرار والاصطفاف، والإسهام الايجابي في مسيرة بناء الوطن وحاضره وضمان مستقبل أجياله.. وفي هذا مصلحة للجميع في الوطن وعلى "نعمان" وأمثاله من العقلاء في "الاشتراكي" يقع الرهان الكبير الذي نأمل ألاّ نشعر فيه بالخسارة أو يصيبنا بالخيبة!.