الأخ الدكتور علي مجور حياك الله أولياء الله يقولون إن الرجل لا يبلغ مرحلة التحقيق حتى يتهمه مائة صّديق أنه زنديق.. وفي رواية أخرى ألف صدّيق. فكلما ارتفع شأن الرجل عند الله وعند الناس وكلما زاد صلاحه لنفسه وللناس وكلما اقترب من العمل الصالح، ناشته السهام الظالمة، وتناولته ألسنة الناس بالحق والباطل لتثنيه عن توجهاته إن كان مخذولاً أو لتثبته عليها إن كان قوياً وأميناً.. *** من أجل ذلك جاءت الآثار بأن اشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.. نحن نحسب أن توجهاتكم كحكومة وتوجهاتكم كرئيس لهذه الحكومة قد اقتربت في الفترة الأخيرة من الفعل الصالح، الذي لا يأبه باعتراض المعترضين وسخط الساخطين وتشكيك المشككين.. نعلم ذلك من كل توجهاتكم نحو قطع أيدي المنتفعين من الدعم للمشتقات النفطية على وجه الخصوص، وسعيكم في طريق تحويلها إلى دخل للأفراد سواء موظفين مدنيين أو عسكريين أو مواطنين من بين فئات الشعب المحرومة. *** ولأنك وحكومتك قد اقتربتم من الوصول الى قلب المشكلة التي تعيق نهوض شعبك، فتوقع أن يقوم إخوان الشياطين من السلطة والمعارضة بالتشكيك في هذه التوجهات، ومحاولة المساس بشخصك وتسفيه توجهاتك، ومن أجل ذلك عليك بالثبات وتحمل كل ذلك، والتيقن أن هذا السبيل الصالح لمجموع الشعب هو سبب هذه الضراوة في المواجهة من قبل الفاسدين وأعوانهم. *** فمثلا تذكر أن جرة الغاز في السوق السوداء كانت تصل الى أكبر من قيمتها الحقيقية في السوق العالمية، ولكن لو شاورت أحداً من أقطاب المعارضة في رفعها الى مستوى سعرها الحقيقي الذي هو اقل من سعر السوق السوداء لإنهاء الفساد والطوابير والأزمات فيها لقالوا فيك ما لم يقله مالك في الخمرة، فافعل ما تراه خيرا و"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". *** وثانياً.. قد تكلفك في المرحلة الأولى زيادة دخول الأفراد زيادة حقيقية ومناسبة أكثر مما ستوفره من رفع الدعم جميعه، ولكن على المدى المتوسط والبعيد ستنقلب الأوضاع كلها رأساً على عقب إن شاء الله لصالح الاقتصاد الكلي ومستوى المعيشة والموازنة العامة وتحسين الأداء والقضاء على المفاسد، وسيكون بامكانك انجاز المشاريع التي تنجز الآن بنصف تكلفتها الحالية وبجودة اكبر. *** وثالثا.. ماذا لو أن الحكومة يا دولة الرئيس تقرر مرحلتين في زيادة الدخول ورفع الدعم، وتكون زيادة المرتبات على شكل نسبة مئوية تصرف للعاملين فقط وعلى مسؤولية رؤساء الجهات والمسؤولين الماليين والإداريين فيها، وتعتبر في المرحلة الأولى كبدل غلاء معيشة بنسبة 50% مثلا يقابلها رفع 50% من الدعم، فإذا سارت الأمور تم تنفيذ المرحلة الثانية، فإذا مرت كلها بسلام تم تثبيت الأسعار على أساس السوق العالمية وتم تسوية الزيادة كجزء من المرتبات؟!.. هذه مجرد افكار وما أنتم مقدمون عليه ربما كان خيرا منها!!. وفي كل الأحوال ثق أن الذين انطلقوا بحملاتهم المسعورة ضدكم شعروا أنك مقدم على ثورة في عالم الناس تذهب مكائدهم ومفاسدهم كلها، فاستعن بالله وأصلح أوضاع الناس ودخولهم، ولا تتوقف عن السير والله يتولى عونكم ما دمتم في عون بلدكم وشعبكم.