هذه قاعدة أصولية تلخص مقاصد الشريعة الإسلامية المطهرة كلها وقد رأى بعضهم أن مقاصد الشريعة هي درء المفسدة وجلب المصلحة وقال بعضهم أن دفع الضرر مقدم على جلب النفع على أن قاعدة الإمام الشافعي هذه تلخيص أدق لمقاصد شرع الله واختزال لها . فشريعة الله لم تأت إلا لنفع عباد الله وكل من رأى غير ذلك فلقصور فهمه وليس لقصور الشريعة ولعدم اتساع رؤيته بحيث يرى جانبا واحدا أو بعض جوانب من جوانب الحقيقة ويجهل جوانب أخرى منها . **** الذي يهمنا هنا هو الإشارة الى اتفاق كبار المعنيين بأمر الأمة الأخير في بلادنا وأعني بهم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك , هذا الاتفاق ظهرت ثماره جلية واضحة على مسار الحياة في بلادنا وانتفع به الناس وهدأت الخواطر والانفعالات وأحس الجميع بحالة من الأمن والأمان كلنا يتمنى أن تستقر وتتسع لخير البلاد والعباد . **** رؤوس الفتنة وحدهم هو الذين يخسرون من مثل هذه الاتفاقات التي يبرمها الصالحون من الفريقين وأهل الصلاح هم الذين يفرحون ويسرون منها وكل الأمة هي المنتفعة من اتفاق الفر قاء . وهذا الحال من الاستقرار النسبي والهدوء المفرح قد أغرى الجميع بأن يتمنى على هؤلاء الفر قاء أن يتقدموا خطوات لإصلاح حال الأمة والتعاون على حل مشاكلها .. لقد علم الجميع كم يعاني الناس من الحالة الاقتصادية ومن البطالة ومن تدني الأجور والمرتبات بجانب ارتفاع مستوى المعيشة عموما .. الجميع يعرف مشكلة الكهرباء التي يعاني منها سكان المدن ولم تصل إلا إلى القليل من سكان الأرياف .. يعرفون مشكلة المياه التي يعاني منها الكثير من الناس في الأرياف خصوصا يعرفون سوء التعليم ومدخلاته ومخرجاته يعرفون فساد القضاء وضياع الحقوق واتساع المظالم يعرفون حجم الفساد في التحصيل والصرف لموازنة الدولة يعرفون كم تذهب من المليارات لدعم المشتقات النفطية التي لا ينتفع المواطن منها الا بنسبة لا تكاد تذكر ...الخ . **** هذا هو الوقت الذي تتفق عليه كلمة أهل العقول من الجانبين لحل المشاكل المستعصية والمتراكمة والمرحّلة من سنوات ماضية والجميع يعرف أن البداية هي في رفع دخل الموظفين المدنيين والعسكريين وسائر المنتسبين للدولة بمن فيهم المتقاعدون مقابل رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتحريرها لقمع الفساد الإفساد وإصلاح حال الناس بما يبتزه اللصوص وينهبه الفاسدون من الدعم .. ولا يجب أن يغالي البعض في تقدير الضرر الذي سيسببه مثل هذا العمل كما كان يفعل في السابق في فترة المماحكات فليس هناك ضرر أصلا إلا في بقاء الدعم .. ***** يقوم الناس بشراء أنابيب الغاز من السوق السوداء بضعفي قيمتها الحقيقية بل بثلاثة أضعاف وأكثر وليتهم يسلمون الطوابير الطويلة ثم ويشترونها وهم راضون كل الرضا المهم أن يحصلون عليها في نهاية الأمر وإذا فكرت الحكومة في رفع الدعم إلى حد لن يوصل سعر الأنبوب فيه إلى مستوى سعر السوق السوداء بل أقل منه بكثير إذا فكرت بذلك بدأت بعض الأصوات بالصراخ والاحتجاج لكن لا نسمع نفس الاحتجاج على حال واقعي ينتفع فيه القليل من تجار السوق السوداء وبعض المنتفعين الفاسدين من مسئولي الدولة المتواطئين معهم .. **** كان هذا يحدث عندماكانت المواجهات قائمة والمزايدات بين المعارضة والحكومة هي السلوك القائم ولكن في هذه الآونة نتمنى أن لا يكون ذلك وأن تتفق كلمتهم على مصلحة ينتفع منها المجموع .. ولا يجب رفع الدعم بغير زيادة حقيقة في المرتبات والأجور وإلا فالنتيجة أن تضاعف العناء للناس وينتفع كبار رجالات الدولة فقط من ماستوفره الخزينة ويجوع الغالبية العظمى من الناس . كم نتمنى أن يفعلها الصالحون من الفريقين .. وتتوحد كلمتهم على كل صلاح وضد كل فساد خصوصا مع التدني النسبي لأسعار البترول حاليا واقترابها من السعر الحقيقي في السوق أحيانا ولبعض المشتقات . ومرة أخرى نقول "حيثما وجدت المصلحة فثمّ شرع الله."