أفصح فخامة الرئيس في خطابه بمناسبة الذكرى العشرين للوحدة الوطنية عن جملة من القضايا الرئيسية خاصة الأكثر إثارة في الشارع السياسي، كإصدار توجيهاته بالعفو عن المعتقلين سواء ممن اعتقلوا على ذمة المظاهرات والمسيرات التخريبية التي قادتها عناصر ما تسمى بالحراك الجنوبي في بعض مناطق المحافظات الجنوبية أو المعتقلين على ذمة أحداث التمرد الحوثي في صعدة وحرف سفيان، كما شمل العفو السجناء من الصحفيين، الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية بسبب كتاباتهم المسيئة بالثوابت الوطنية والمحرضة على العنف والإرهاب.. أيضاً تضمن خطابه دعوته الأحزاب السياسية إلى حوار جاد وصادق شامل بدون شروط مسبقة، على ضوءه يتم تشكيل حكومة وطنية من الأحزاب الموجودة في مجلس النواب.. وإذا ما أخذنا هذين الجانبين من خطاب فخامة الرئيس فإن على الأحزاب اليمنية الفاعلة في مجلس النواب أن تتعامل معه- جملة وتفصيلا - كأولوية مهمة يجب الالتزام بها دون قيد أو شرط. وعندما نقول أولوية فمن المؤكد أن أي موضوع لا يعتبر أولوية إلا إذا تم تخصيص أغلبية وقت قيادات الأحزاب السياسية المعنية بإجراء الحوار للتعامل مع مبادرة الرئيس كأولوية، وإناطة أفضل الكوادر والقيادات في الحكومة والمعارضة لتنفيذ تلك الأولويات. وبدون السير في هذا الاتجاه الذي رسمه فخامة الرئيس لشركاء الحياة السياسية ستكون أية حلول أخرى عقيمة لا تولد سوى المزيد من الصراعات. وعقب هذه المبادرة عاد فخامة الرئيس عند حضوره المهرجان الجماهيري والخطابي والكرنفالي الكبير في محافظة إب احتفاءً وابتهاجاً بالعيد الوطني ال20 للجمهورية اليمنية، مجدداً تأكيده بأن الحوار الوطني هو المرتكز الأساسي لحل الإشكاليات داخل الوطن.. وداعيا كافة القوى السياسية إلى الحوار الجاد والمخلص تحت سقف المؤسسات الدستورية. إذاً ومن هذا المنطلق الذي يحرص عليه فخامة الرئيس بات من الضرورة بمكان أن تلبي الأحزاب اليمنية هذه الدعوة، وتشمر سواعد البناء والتعمير والتنمية للنهوض بهذا البلد والخروج به من أزماته وعثراته، وهذه هي أولوية الأولويات التي يجب أن تكون عند الأحزاب السياسية في اليمن، والتي على ضوءها يتطلع العالم إلى لحظة ائتلاف لأطراف السياسة اليمنية حول مبادرة ودعوة فخامته في اتجاه المصالحة الوطنية لتدارس الأوضاع التي تمر بها البلاد وبناء جسور المحبة والسلام والتسامح فيما بينهم، وبدون شك ان هذه الأجواء ستنعكس إيجاباً على المحيط الاستراتيجي العربي والإسلامي بل والدولي. إن العالم اجمع على ثقة بأن اليمانيين قادرون على تخطي أزماتهم مهما حاولت بعض القوى الخارجية أن تمد أصابع حقدها لتعكر المياه تمهيداً للاصطياد فيها. وما يزيدنا أملاً أن مبادرة فخامة الرئيس التي أطلقها في الذكرى العشرين لقيام الجمهورية اليمنية قد لاقت استجابة شعبية ورسمية باعتبارها قيمة وطنية، تحرص القيادة السياسية في البلاد والأشقاء في مجلس التعاون الخليجي على تعزيزها بصدق ومسؤولية.