العلماء المسلمون يتداعون ويصدرون بياناً يطلبون فيه من الأمة العربية والإسلامية أن تصطف خلف تركيا وقيادتها المؤمنة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني الجائر.. والأمة كلها قد فعلت ذلك قبل أن يتداعى العلماء ويصدروا بيانهم.. وأصبح معلوماً لهذه الأمة أن إسرائيل تعمل لصالح حكام العرب والمسلمين في قهر الشعب الفلسطيني وقتله وتشريده وحصاره وتجويعه..
في فترة الهجمة الإسرائيلية الشرسة على غزة قام علماء المسلمين بزيارة بعض البلدان العربية والإسلامية، وكان ما وجدوه من كبار حكام العرب شيئا أقل ما يقال عنه أنه مخزٍ.. ونشرت صحيفة "القدس العربي" التي كانت تصدر في لندن حينها مقالاً ضافياً عن بعض من كان في الوفد، تناول بعض ما سمعه الوفد من تنكر من قبل كبار حكام العرب والمسلمين لغزة وفلسطين وحماس.. لم يكن الأمر مجرد دعابة فقد سبق ذلك تصريح وزيرة خارجية العدو الإسرائيلي بالحرب من قلب مصر وفي حضرة سيد مصر، وأصبح معلوما أن الإذن صدر من بلاد العرب ومن كبير زعماء الأمة العربية.. وبعدها تسربت للإعلام أخبار عن لقاء استخباري بين كبرى الدول النفطية مع استخبارات إسرائيل في أول أيام الحرب ضد غزة.. ومضى المشهد بائساً كالحاً لا يسمع فيه الناس إلا عويل وبكاء الأطفال والنساء والمقهورين من الغزاويين، دون أن ينبس الكثير ممن يعول عليهم في قضايا الأمة ببنت شفة..
وصمد الحفاة العراة الجوعى المحاصرون من أهل غزة المؤمنين، وفشل الغزو والقتل والدمار ليبدأ الحصار، ولأن الحصار يعتمد أول ما يعتمد على الجانب العربي الشقيق فالنجاح مقدر له أن يكون تاماً وشاملاً.. وهكذا سمعنا من رئيس الدولة العربية الكبرى قوله: إنه لن يفتح معبر رفح حتى لا يدخل السلاح للبلد المحتل.. وبدأ الجدار الفولاذي يمتد عبر الحدود، وبدأت حرب المعابر وإحراقها ورشها بالغازات السامة لتقتل ما تبقى من أمل في النفوس المستغيثة.
أمور مخزية بكل المقاييس.. أمور جعلت الدم الإسلامي يثور من أرض الخلافة العثمانية ومركزها "اسلام بول" أو "مركز الإسلام" أو "استانبول".. وجاءت أساطيل العثمانيين الراغبين في الشهادة لتجد مواكب الحور العين تنتظرهم لتزفهم إلى الملأ الأعلى وتبدأ مشاهد جديدة... فيصطف كل المسلمين لمواصلة الغزو في البحر، في حملات استشهادية جامعة وارتعد الأعداء العرب المتصهينون والصهاينة.
مشاهد بطلها ابن الإسلام البار رجب طيب اردغان ورفاقه في حرب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، ويرفده قرابة مائة مليون مسلم تركي ومن خلفه العمق العربي والإسلامي الذي يتجاوز مليار ونصف مليار مسلم، كلهم كانوا ينتظرون إشارة بالبدء.. هذه الإشارة التي جعلت حكام العرب والمسلمين يضربون أخماسا في أسداس... فأي أرض تقلهم وأي سماء تظلهم وقد تخلوا عن قضية القضايا، وجاء من خلف الحدود العربية من يتبناها؟!!.. وأين سيذهبون من غضبة المحكومين الذين ظلوا تحت قهرهم ووصايتهم؟!!. لا شك أن الملاحم الإسلامية الخالدة قد بدأت وبدأت النهاية المحتمة، ليس للكيان الإسرائيلي الصهيوني الغاصب فحسب بل ولكل الزعامات العربية الفاسدة، التي ظلت تمد هذا الكيان ولا تزال بأسباب البقاء.. نعم فجر الإسلام قادم من حيث غربت شمسه.. من "استامبول" مركز الإسلام في تركيا.