حشود المتمردين التي تتوافد على مديرية حرف سفيان ليست ذاهبة إلى نزهة حفل زفاف تسجل من خلاله حضوراً أو تؤدي واجباً مع قريب أو نسيب. هذه الحشود تتوافد مجهزة بكل أنواع الأسلحة لتفتح معركة جديدة ظاهرها تصفية حساب مع الشيخ بن عزيز وباطنها لا يحتاج إلى قراءة ذكية، خاصة إذا ما علمنا أن متمردي الحوثي يريدون السيطرة على المرتفعات المحيطة بمنطقة بن عزيز، وكل المرتفعات في حرف سفيان.. وإذا ما علمنا أن معظم تلك المرتفعات هي عبارة عن مواقع عسكرية يتواجد فيها رجال الأمن والجيش.. فإن هذا يعني أن الحوثيين لديهم نوايا لمواجهة مع الجيش والأمن، بل لقد حاول المتمردون أن يحتلوا مرتفعات يتواجد بها الجيش الذي تصّدى لمحاولاتهم بقوة.. وإذا ما علمنا أن طريق صنعاء – صعدة مقطوع من قبل المتمردين الذين يمتد حصارهم بهذا العمل إلى كل صعدة، فهذا يعني فصلاً جديداً من التحرش وربما المواجهة الشاملة.. على أية حال، وحتى لو كان الهدف الذي يسعى نحوه الحوثيون هو الشيخ بن عزيز، فإن هذا الاستهداف يُعدّ جريمة وتحرشاً، ويعد خرقاً لاتفاق إيقاف المواجهة.. لأن استهداف بن عزيز هو جزء من مسلسل الانتقام العنصري الذي يمارسه الحوثيون ضد كل مواطن شريف في صعدة، لم يلتحق بالتمرد والمتمردين خلال المواجهات السابقة.. وبالعقل والمنطق فإن الشيخ بن عزيز وأهله ومناصريه ومواطنين يمنيين لهم حق الحماية والأمان على الدولة، التي تتحمل مسؤولية تأمين مواطنيها من أي اعتداء أو عمل إجرامي، وهذا ما يعلمه الحوثيون جيداً ويدركون أن الدولة ملتزمة بحماية بن عزيز ولذلك يتحرشون الدولة من خلاله.. لو كان للحوثيين حق أو مستحق لدى بن عزيز، ولديهم الاستعداد لأن يلتزموا باتفاق إنهاء المواجهة لكانوا قد اتجهوا اتجاهاً آخر لأخذ حقهم – إن كان لهم حق لدى بن عزيز- ولماذا لا يكون القضاء مرجعاً يلجأون له إن كان لهم حق ولديهم استعداد للعودة إلى جادة الصواب وصوابية المواطنة..؟!!. ما يفعله الحوثيون في حرف سفيان ليس إلاَّ تدشين لعمل تخريبي وتمرد ومواجهة جديدة، يريدون أن تكون بوابتها الأولى حرف سفيان، وابن عزيز ليس وحده هدف المجرمين..