قد تصادفه يتهادى واثق الخطوة في أحد شوارع حيّ المطرية شرق العاصمة المصرية، معتزاً بنفسه، أنيقاً في ملبسه، محافظاً وبمنتهى الحرص والشدة على شاربه، أعز ما يملك في هذه الحياة.. هذا هو العم فتحي أحمد محمود، الشهير ب"فتحي شنب"، مؤسس أول رابطة مصرية لأصحاب الشوارب الطويلة، الذي التقته "العربية نت" ليؤكد أن شعاره في الحياة هو: "رجل بلا شارب.. حمار بلا ذَنَب"! توقف عن التدخين من أجل شاربه وعلى الرغم من موجة الغلاء العاتية التي تجتاح الشارع المصري، أكد العم "فتحي" أن شاربه الذي أطلقه منذ كان في الثلاثين من عمره يكلفه ميزانية خاصة للشامبوهات وكريمات التنظيف والتثبيت تتجاوز 600 جنيه شهرياً (نحو 110 دولارات).. ويؤكد أنه لا يتقاضى راتباً كبيراً من عمله في هيئة النقل العام المصرية، لكنه امتنع عن التدخين نهائياً، "كنت في شبابي مدخناً شرهاً، فقررت أن أوفر نفقات التدخين للعناية بشاربي، وفي الوقت نفسه أحافظ على صحتي". ولم يبال بالاتهامات التي صوبتها نحوه بعض الجمعيات النسائية بأنه يحاول إعادة زمن "سي السيد" إلى المجتمع المصري، مؤكداً أنه كفلاح يأبى على نفسه أن يكون هو أو أحد من شباب أسرته كشباب هذه الأيام. ويؤكد "كثير من شباب الجيل الحالي لا أستطيع أن أفرق بين كونهم ذكوراً أو إناثاً"، في إشارة منه إلى التشابه الواضح بين الشباب والفتيات سواء في الملبس أم في الشعر. ويوضح أنه يقوم يومياً بغسل شاربه بالماء الساخن والصابون ثم تجفيفه، ودهنه بالزيوت الهندية لمدة ربع ساعة، ثم غسله بالشامبو والماء الساخن لمدة ربع ساعة أخرى، وبعد تجفيفه يقوم بدهانه بالبلسم المضاف إليه عسل النحل لمدة ربع ساعة أيضاً، ثم غسله بالصابون وتجفيفه، وبعد هذا يكون الشارب كالحرير.. وهذا نظام يومي يمارسه قبل الخلود إلى النوم، وعندما يستيقظ لصلاة الفجر يقوم برشه ب"اسبراي" مثبت ثم تلميعه بكريم يمنحه بريقاً وجاذبية، ثم يقوم بتجفيفه ب"السيشوار". 200 عضو بينهم مشاهير وحول الرابطة التي قام بتأسيسها، وجاهد طويلاً حتى حصل على ترخيصها، يوضح أنه أطلق عليها "رابطة الشوارب المصرية المتميزة"، ونبتت فكرتها خلال عام 1987، وتأسست ب24 عضواً، حتى تجاوزوا خلال العام الحالي 200 عضو، منتشرين في العديد من مدن الجمهورية، وجميعهم مصريون. لكنه يؤكد: "بدأنا نتلقى طلبات من العديد من الدول العربية والأجنبية للانضمام إلى الرابطة، ونناقش ضمهم حالياً بعد أخذ رأي الجهات الحكومية المختصة". كما يؤكد أن رابطته تضم العديد من مشاهير المجتمع والسياسة، ولواءات سابقين في الجيش والشرطة، ومهندسين ومحاسبين ومحامين وأطباء، وكل منهم يقدم خدماته للناس في مجال تخصصه. علاقات مع كبار المسؤولين وعن أهم الشروط المؤهلة للانضمام إلى الرابطة يوضح: "لابدأن يكون المتقدم للعضوية لبقاً، حسن السير والسلوك، يحسن التصرف، ذا شارب متميز لا يقل طوله عن 20 سنتيمتراً، وأن يُحسن معاملة الآخرين، وألا يعرض نفسه لأي مشكلة، وأن يكون ذا صدر رحب، خاصة أنه سوف يواجَه بتعليقات شديدة السخرية، وأن يكون ذا شخصية قوية حتى لا يضطر إلى حلق شاربه تحت أي ظروف، بالإضافة إلى عدم البخل على شاربه بأي مصاريف يحتاجها للعناية به". وينفي العم فتحي أن يكون الهدف من إنشاء الرابطة هو لفت الأنظار قائلاً: "كثيرون يتهموننا بالسعي نحو الشهرة، وهذا غير صحيح تماماً، فنحن نهدف دائماً إلى مساعدة الناس وتقديم الخير لهم.. فقد ساعدتنا شواربنا المتميزة في تكوين علاقات مع كثير من المسؤولين، نستخدمها في قضاء مصالح الآخرين". ملك مملكة الشوارب وحول العديد من الألقاب التي حازها، من بينها صاحب "أغرب" و"أضخم" و"أحلى" شنب، وملك الشوارب، ومحطم الأرقام القياسية، يؤكد أن كل هذه الألقاب حقيقية ومن جهات رسمية موثوقة "شاركت في العديد من المسابقات المحلية والعالمية، ونجحت في أن أحوز من خلالها كل هذه الألقاب، فمثلاً "أغرب شنب في العالم" كان في عام 1985، "أضخم شنب في العالم" 1988، "أظرف شنب في العالم" 1989، موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية أجمل وأطول شنب على مستوى العالم 1990، "أأصل شنب في العالم" 1991، "ملك الشوارب" 1992، "محطم الأرقام القياسية عالمياً" 1994، "ملك مملكة الشوارب" من إيطاليا 1995، "مملكة سي السيد" 1996، "الشارب السوبر" 1998، "أروع شنب في العالم" 2000، "برنس الشوارب" 2002، "لورد الشوارب" 2003، و"فارس فرسان الشوارب" عام 2006. أخيراً، وحول موقف زوجته من شاربه قال: "أردت أن أمازحها يوماً بأنني سأحلق شاربي، فاحمر وجهها غضباً، وأخبرتني بأنها ستطلب الخلع فوراً إن فعلت!".
