في واقعة الأربعاء (6/10/2010م) نفذ الإرهابيون جريمتهم عند إطلاق قذيفة صاروخية على سيارة دبلوماسيين بريطانيين إيمانا منهم أن ذلك جهاد في سبيل الله وانتصار للدين والملة والمسلمين، ورغم سقوط الكثير من الضحايا في العمليات الإرهابية التي يتبناها تنظيم القاعدة، فان الهدف المشترك هو انتقام للإسلام وإغاظة للغرب وأمريكا. نساء تُرمّل وصبيان وصبايا يُيَتّمون وأطفال بعمر الورد تغتالهم العمليات الإرهابية دون نذير أو سابق معرفة.. يحدث كل ذلك باسم الإسلام. إذاً فأي دين وملة يعتنق هؤلاء الإرهابيون؟!!.. ومن يبحث في التشريعات السماوية لن يجد دليلاً واحداً يحرض على القتل والعنف وإرهاب الأبرياء والمدنيين، فجميع الرسالات اتفقت على منهاج السلام والتوافق والانسجام والتعامل مع الغير بحب ومودة وتسامح. إن من يرتكب جرائم بحق الأبرياء ويقلق الأمن ويحرض على قتل الأجانب فليس من ملتنا ويستحق منا محاربته والقضاء عليه، كونه جرثومة خطيرة تنخر في مجتمعنا الإسلامي. بكل تأكيد أن الإرهابيين ليسوا متطرفين ولا أصوليين ونجزم أنهم لا يركعون لله ركعة، فحليفهم الشيطان وهم بهذا الفكر الظلامي المقيت عبدته على الدوام. مما يحتم على المصلحة الوطنية القضاء عليهم، وذلك واجب وطني وفرض عين على كل مسلم. إننا بلا شك لا نعبد ما يعبدون ولا يعبدون ما نعبد فهم خارجون عن ملتنا، شاذون عن عادات المجتمع وتقاليده، ومن العيب السكوت عن أفعالهم الشنيعة التي لا تخدم سوى أعداء الإسلام والمسلمين. لقد شهدت بلادنا خلال السنوات الماضية الكثير من الهجمات الإرهابية الانتحارية التي استهدفت مصالح وشركات وسفارات أجنبية، وعرفنا أيضا أنها على كثرتها لم تصل إلى هدفها بقدر ما تسببت في موت الكثير من المواطنين الأبرياء وأفراد الأمن والقوات المسلحة. إن القارئ الممعن لما حدث في السنوات الماضية لا يجانبه الصواب عندما يدرك أن تنظيم القاعدة يسعى إلى تعزيز وترسيخ الصورة النمطية السلبية عن بلادنا وأمنها واستقرارها، وذلك في أذهان الدول المانحة والصديقة لبلادنا. مصلحة الوطن تقتضي أن يقف الجميع صفاً واحداً تجاه هذه المؤامرات الدنيئة التي يحيكها أعداء اليمن الموحد يمن 22 مايو.