مانفكك اليمن يخرج سالماً معافىً ومنتصراً من مؤامرة حاقدة حتى يقع في حبائل مؤامرة جديدة ينصب شباكها وفخاخها ومكائدها حاقدون ومنتقمون ومصلحيون وباحثون عن ادوار، ذلك ديدنه منذ فجر 26 سبتمبر 1962م وحتى اليوم من اجل تحجيمه وتركيعه ومنعه من الاستقرار ومواكبة النمو والتطور والبناء. وبعيداً عن استمرار الماضي واستحضار كل المؤامرات التي تعرض لها الوطن في السابق لأنها باتت معروفة للقاصي والداني، وكيف اتقن شعبنا الأبي الدروس التي لا ينبغي لعاقل ومتعظ أن ينساها.. فان المعلومات المتوفرة تفيد عن لقاءات واجتماعات وتحركات جديدة تجري هذه الأيام في أكثر من مكان داخل وخارج الوطن، تجمع بين الذين لفظتهم الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر وكل المتساقطين من العملاء والخونة والغارقين عبر المراحل اللاحقة في مؤامرة جديدة، تستهدف المساس بالوحدة الوطنية وخلق شرخ في النسيج الاجتماعي.. متجاهلين حقائق التاريخ والجغرافيا والثقافة وأن الثورة خلقت واقعاً ومفاهيم جديدة تجاوزت عقلياتهم البليدة، وأنها الركائز التي حررت شعبنا من براثن العبودية والرق والذل والمهانة واعادت لهم اعتبارهم كبشر أحرار كما خلقهم الله سبحانه وتعالى. وأنا على يقين بأن المؤامرة الجديدة التي يجري التحضير لها مصيرها مثل سابقاتها تكشف وتعري غباء الضالعين فيها لأنهم لم يستوعبوا التجارب السابقة الفاشلة، ولأنهم لم يستثمروا بشكل ايجابي كل الفرص التي اتاحتها لهم الوحدة المباركة في العيش الآمن الكريم اللائق معززين مكرمين، فامتدت أياديهم الغادرة والماكرة للتطاول على الوطن وقيادته الحكيمة، ولأنهم يسبحون ضد التيار. ان من بين المنغمسين في المؤامرة الجديدة من يسعون إلى تصفية حسابات خاصة مع الوطن، وبينهم من يشارك من باب الانتقام، وبينهم قتلة ومجرمون فارون وارهابيون ملاحقون يجمعهم حقد دفين على الوحدة وليأت بعد ذلك الشيطان. وسط هذا اللفيف المتناقض وهذه المعمعة يسعى اللقاء المشترك لأن يكون له دور في هذه المؤامرة اللئيمة ليتوج به سلسلة اعتداءاته على الوطن والديمقراطية سواءً من باب حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية أو بمحاولة القفز إلى سدتهما واحتوائهما وان تطلب الأمر تغيير جلدته، ففي السياسة كل شيء ممكن اذ لا توجد ضوابط اخلاقية ملزمة لكنها تقوم على المصالح في المقام الأول، وفي الاغلب فان الانغماس في الخطط التآمرية بالنسبة للصغار والعملاء يتم عبر الريموت كنترول وليس بالارادة الحرة، حيث يكون للمؤثر الخارجي الدور الاعلى والاكبر والاوحد في تحريك العملاء والخونة. ان استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة ومعاناة الناس المعيشية والحقوقية واستغلال أعمال التخريب والتقطع والارهاب وتجييرها لمصلحة المؤامرة، لا يمكن ان تغوي شعبنا عن الهدف الرئيسي لهذه المؤامرة وهو اعادة تمزيق الوطن وتقزيمه فشعبنا عاش ظروفاً وأوضاعاً أصعب وأحلك من التي يعيشها، ولم يضطر إلى الركوع والخضوع والاستسلام بل وتخطاها بثبات وصبر وانتصار وهو قادر اليوم وغداً على تكرار هذه المآثر العظيمة دون ان يضطر إلى بيع كرامته وعزته وشرفه، فالوطني لا يبيع وطنه أو يخونه أو يتآمر عليه ولو عرض عليه مال قارون، كما ان الوحدوي لا يتنازل عن وحدويته أو يضحي بها مهما كانت الضغوط والاغراءات والاملاءات حتى لو كان المقابل مجداً شخصياً أو دويلة انفصالية على طبق من ذهب.