منذ أن أسقط أبناء شعبنا اليمني الأصيل مؤامرة الردة والانفصال التي قادها رموز الانفصال عام 94م والتي معها جرّ هؤلاء الخونة أذيال الذل والهزيمة تطاردهم لعنات أبناء الشعب إلى خارج الوطن بعد أن نهبوا الأموال والثروات وحاولوا الإطاحة بمنجز عملاق لطالما حلم به أبناء اليمن وهو تحقيق الوحدة المباركة الذي مثل قدراً ومصيراً لكل اليمنيين من السخف بعد 19 عاماً الحديث عن الانفصال والعودة إلى التشطير.. منذ ذلك التاريخ لم نسمع أو نشاهد المدعو البيض وظننت - وبعض الظن إثم - بأن الرجل أدرك فداحة الجرم الذي اقترفه في حق نفسه ووطنه وأبناء شعبه بتورطه في إعلان الانفصال والانقلاب على الشرعية الدستورية والقانونية والوطنية ولذلك فقد قرر اعتزال السياسة والتفرغ للأعمال التجارية ولا أخفيكم أنني منحته شيئاً كبيراً من الاحترام إزاء ذلك ومعي الكثيرون ممن قدروا له عدم قيامه بأعمال تضر بالوطن بصورة مباشرة وعلنية كماهو حال بقية زمرة الانفصال الذين تفننوا في القيام بدعم الأعمال التخريبية وإثارة الصراعات والقلاقل وإقلاق السكينة العامة على الرغم من صدور عفو رئاسي في حقهم ومنحهم فرصة العودة إلى بلادهم وممارسة أنشطتهم والمهام الموكلة إليهم بمقتضى الدستور والقوانين النافذة. إلاَّ أن هذا الاحترام سقط فجأة وأنا أستمع للبيض الخائن والعميل يتلفظ بأطروحات تفوح منها روائح نتنة تزكم الأنوف وتحرق الأعصاب، حيث تطاول وللمرة الثانية على وحدة الوطن وتنكر لنهج العفو والتسامح الذي أبداه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حياله وزمرته عقب مؤامرة الانفصال الأولى وظهر في صورة مهزورة يطالب بالانفصال والعودة إلى التشطير واستعادة دولة الجنوب على حد زعمه واضعاً علم التشطير البغيض أمامه في دلالة على نوايا خبيثة تتستر تحت شماعة المطالبة بالحقوق واستغلال بعض التصرفات الشخصية للتآمر على الوحدة الوطنية في حين انكشف للعالم أجمع حقيقة ما ترنو إليه عناصر الهدم والتخريب الحالمة بالعودة بالبلاد إلى ماقبل ال 22 من مايو 1990م فالهدف هو المساس بالوحدة وهو ماجسده الخائن البيض الذي أغرق في استدعاء أكاذيبه الشيطانية وأفكاره الظلامية الهدامة وأعطى نفسه حق الحديث عن الجنوب وهو فاقد الأهلية والصفة، فالجنوب لفظه في 94م لأن كل الجنوب هتف بصوت واحد «الوحدة أو الموت» وتداعى الجميع على قلب رجل واحد للدفاع عن الوحدة والذود عنها مسجلين أنصع صور البطولة والتضحية والفداء، فهو في نظر الجميع خائن وعميل باع وطنه مقابل حفنات من الدولارات ولذلك فإن عودته للمشهد السياسي وبهذا الطرح السلبي المشبوه والتطاول السافر على الثوابت الوطنية يؤكد وبما لايدع مجالاً للشك بأنه يسعى جاهداً لحيك الدسائس والمؤامرات طمعاً منه في تحقيق مكاسب سياسية كما يصور له ذلك زبانيته من المأزومين والعملاء وأنا هنا أقول له بأن مؤامراته وألاعيبه لن تثمر ولن تجدي نفعاً بل سنقاتل جميعاً من أجل الوحدة مهما بلغت التضحيات.. فالوحدة تحققت لتبقى ومن يتحدثون عن فك ارتباط أو شراكة مجرد مرضى ومأزومين، فالوحدة أضحت تسير في عروق اليمنيين في كل أرجاء الوطن مجرى الدم، وصارت أغلى من كل شيء فهي كالعرض لكل يمني وما من يمني حر ووطني شريف وغيور يرضى ويقبل بالتفريط في عرضه. اليمنيون قاطبة يدركون جيداً الخطر الذي يمثله الخائن البيض وزمرته الانفصالية ولذلك نلحظ تلكم المشاعر الوطنية النبيلة والصادقة التي عبروا عنها تأييداً للوحدة الوطنية ووقوفاً إلى جانب القوى الوطنية في مواجهة العناصر الانفصالية التي استغلت مناخات الحرية والديمقراطية وحرية الصحافة والرأي للتخطيط بالتآمر ضد الوطن والسعي لتمزيق اليمن وتشطيره من جديد ودشنت ذلك بالتحريض على الفوضى وإثارة القلاقل والاعتداء على المواطنين ونهب وتدمير ممتلكاتهم وبث مشاعر العدائية وثقافة الكراهية وإذكاء النزعات التشطيرية واللغة المناطقية التي تنال من جوهر الوحدة المباركة وأهدافها السامية التي وحدت اليمن أرضاً وإنساناً. الوحدة اليمنية محروسة بعناية المولى عز وجل وبتأييد كل الشرفاء من أبناء وطننا الحبيب ولن تؤثر فيها هرطقات وخزعبلات عناصر التخريب في الداخل والخارج، وستظل الوحدة اليمنية راسخة رسوخ جبال عيبان وشمسان وسنقدم أرواحنا قرابين فداء للوحدة ودفاعاً عنها وسيأتي اليوم الذي يقف هؤلاء الخونة أمام عدالة القضاء لمحاكمتهم ليدفعوا ثمن تآمرهم على الوطن ووحدته والجرائم التي ارتكبوها حق الوطن والشعب. المجد والشموخ ليمن الثورة والوحدة والديمقراطية، والرحمة والخلود لشهداء الوطن الأبرار.. والذل والخزي والمهانة للعملاء والمرتزقة أعداء الوطن،وعاش اليمن موحداً قوياً مهاباً ولانامت أعين دعاة الانفصال الخونة والجبناء. ٭albanoos @yahoo.com