التشكيلة الأولية لمنتخب الناشئين صارت حديث الشارع الرياضي هذه الأيام ومثار انتقادات الجمهور والصحافة.. ركزت معظمها على غياب معايير الكفاءة والجدارة في عملية الاختيار وطغيان الوساطة والمجاملة والمحسوبية عليها.. وهو ما سبق وأن حذرت "الجمهور" منه في حينه. التشكيلة الأولية لمنتخب الناشئين التي أعلنها المدرب الوطني عبدالله فضيل ضمت 62 لاعباً، والذين يخوضون هذه الأيام معسكرهم الداخلي الأول الذي من المتوقع أن يشهد عملية غربلة وصولاً إلى التشكيلة النهائية التي ستضم 25 لاعباً، وجاء اختيار اللاعبين إثر التجمعات الكروية التي جرت خلال شهري يونيو ويوليو بإشراف الجهاز الفني للمنتخب. "الجمهور" تحذر مبكراً صحيفة "الجمهور" في عددها رقم (62) الصادر بتاريخ 20 يونيو الماضي حذرت بالحرف الواحد من المجاملات والمحسوبية في اختيار اللاعبين المرشحين لاختيار مهاراتهم في هذه التجمعات، كون الترشيح سيتم من خلال إداريين "أمناء عموم فروع الاتحاد" وليس من خلال مدربين متخصصين، بالإضافة إلى حصر التجمعات على 9 محافظات فقط وحرمان باقي محافظات الجمهورية (13) محافظة من فرصة ترشيح وتقديم مبدعيها وموهوبيها الصغار، ووصفنا المنتخب في حينه بأنه سيكون منتخب 9 محافظات. 62÷ 26 ÷ 7 وبالتمعن في تشكيلة ال62 لاعباً فسنجد أنها لم تشمل 9 محافظات بل أنها اقتصرت على 7 محافظات ومن 26 نادياً من إجمالي 301 نادي في عموم محافظات الجمهورية، وتأتي محافظة الحديدة في المركز الأول من حيث عدد اللاعبين المختارين ب13 لاعباً من 4 أندية، تليها محافظتا تعزوإب ب12 و 11 لاعباً لكل منهما من 4 و 5 أندية على التوالي، ثم أمانة العاصمة ب8 لاعبين من 5 أندية، ثم محافظتا عدن وأبين بواقع 7 لاعبين من كل محافظة من 3 أندية وناديين اثنين على التوالي، وأخيراً محافظة لحج ب4 لاعبين من 3 أندية من أندية المحافظة. عيال مسؤولين ولأن ترشيح اللاعبين تم من خلال إداريين واتحاد الكرة في المحافظات فلا غرابة أن نجد في التشكيلة أبناء عدد من القياديين في اتحاد الكرة والأندية، يتقدمهم اللاعب حمدي علي بن علي نجل الكابتن علي بن علي رئيس لجنة الشباب والناشئين باتحاد كرة القدم سابقا، وبليغ محمد القدسي نجل رئيس فرع اتحاد الكرة بتعز محمد علي القدسي، وحسام علي هزاع نجل علي هزاع قائد أمين عام نادي الصقر. وعيال كباتنة أيضا..!! كما ضمت التشكيلة 5 لاعبين من أبناء نجوم كرة القدم اليمنية السابقين وهم: هشام ناصر غالب نجل الكابتن ناصر غالب لاعب أهلي تعز والمنتخب الوطني سابقا، ومعاذ عبدالعظيم القدسي نجل الكابتن عبدالعظيم القدسي قائد أهلي تعز السابق، والزبير فيصل أسعد نجل الكابتن فيصل أسعد نجم طليعة تعز والمنتخب الوطني سابقاً، وعاصم عارف هيكل، نجل الكابتن عارف هيكل قائد فريق شرارة لحج، ونشوان ناجي الصباحي، نجل الكابتن ناجي الصباحي، نجم فريق شعب إب المعروف.. أين نجوم "البراعم"؟! قد يكون من هؤلاء اللاعبين من أبناء المسؤولين والنجوم الكرويين السابقين من يستحق شرف الانضمام للمنتخب، ولا يمكن الحكم مغيباً بعدم كفاءتهم وجدارتهم واستحقاقهم لشرف تمثيل الوطن في الاستحقاقات الخارجية المقبلة، لكن ماهو ظاهر للعيان ويجعل من حقنا أن نطعن فيه هو خلو تشكيلة المنتخب من أي لاعب من لاعبي منتخب البراعم باستثناء لاعبين اثنين فقط. شهادات خبراء دوليين وللتذكير فإن لاعبي منتخب البراعم كانوا قد شاركوا في مارس الماضي في المهرجان الآسيوي للبراعم، الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة، وخاضوا مباريات قوية مع منتخبات 8 دول آسيوية، حققوا الفوز في 7 منها ولم يخسروا إلا في مباراة واحدة فقط. بالإضافة إلى ذلك فإن نجوم منتخب البراعم اجتازوا بنجاح وبعلامات عالية اختبارات المهارات التي جرت في أكاديمية "اسباير" العالمية بالدوحة، وكانوا محل إعجاب وإشادة كبار خبراء كرة القدم في الأكاديمية وكبار المدنيين في المهرجان الآسيوي. أفضل من خبراء اسباير ورغم ذلك فإنه لم يتم سوى اختيار لاعبين اثنين فقط من قوام ذلك المنتخب البالغ 22 لاعبا، فإما أن هؤلاء اللاعبين لم يرشحوا أصلا من قبل الإداريين "أمناء عموم اتحاد الكرة" وبالتالي لم تتح لهم فرصة للظهور في تلك التجمعات أمام مدرب المنتخب ومساعده، وإما أنهم رشحوا وخاضوا تلك التجمعات ولم يتم اختيارهم من مدرب المنتخب ومساعده اللذين ربما أنهما أفضل من كبار خبراء كرة القدم العالميين في أكاديمية إسباير العالمية، ومن مدربي أقوى المنتخبات الآسيوية في المهرجان الآسيوي الذين شهدوا بنجومية لاعبي منتخب البراعم..!!. من انتقدونا بالأمس عندما حذرنا من المجاملات والمحسوبية في اختيار لاعبي المنتخب واجهنا الكثير من الانتقادات، واتهمنا من قبل البعض بأننا نطعن في ذمة الجهاز الفني للمنتخب وأمناء عموم اتحاد الكرة، رغم أن "الجواب يبان من عنوانه" ومعطيات الواقع تشير إلى ما أشرنا إليه وحذرنا منه في حينه. واليوم نجد نفس الأشخاص يكررون ما ذكرناه وينتقدون ما أوردناه من أخطاء ويصفون المنتخب تارة ب"منتخب عيال المسؤولين" وتارة أخرى ب"منتخب الوساطات" وتارة ثالثة ب"منتخب فضيل وشركاه"!! باطل حصر الاتحاد العام التجمعات الكروية على 9 محافظات فقط باطل.. وإيكال مهمة ترشيح اللاعبين من قبل إداريين وليس من قبل مدربين وفنيين متخصصين باطل.. وتغييب نجوم منتخبنا الوطني للبراعم الذين سبق وأن أثبتوا جدارتهم آسويا باطل، وما بني على باطل وباطل وباطل.. فهو باطل!!