عندما يأتي بعض المسئولين الفاسدين إلى أي محافظة فإنه يكون عبارة عن كارثة غير طبيعية حلت بتلك المحافظة وهذا هو حال محافظة تعز ومدينتها التي كانت تسمى الحالمة قبل مجيء الصوفي إليها لقد جعل هذا الرجل الناس يترحمون على الإمام أحمد وحُكمه فهو يعتبر ملاك عندما يقارن كبار السن بينه وبين الصوفي الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلى أحصاها حتى أنفاس المواطنين أصبحت محسوبة عنده وهو يتمنى أن يفرض عليهم ضرائب للتقليل من كمية الهواء الذي يتنفسونه. يقال أن بعض المواطنين جاءوا إلى أحد الملوك يشتكون الوالي فرد عليهم بأنه يعرفه ويعرف أنه عادل فردوا عليه حفظ الله الملك إننا نتمنى عليك أن توزع عدلك على بقية البلدان فقد شبعنا عدلا, وهذا هو لسان حال سكان هذه المحافظة التي كانت جميلة قبل وصول الصوفي إليها وأصبحت الآن ذات وجه شاحب يصارع الموت وقد قال أحد كبار الكتاب وهو صحفي لامع ومن أبناء المحافظة عندما زار تعز بعد فترت غياب بأن مدينة تعز لم تعد مدينة بل أصبحت مجرد قرية مملوءة بالفوضى و تنعق فيها الغربان في زواياها الأربعة وقد أقترح أحد المواطنين أن ينتسب جميع سكان المدينة إلى شرعب لعل المحافظ يحن عليهم ويرأف بهم ,قالوا هذا بعد أن شرعب المحافظ جميع الوظائف الجديدة واستحوذ على 99.99% من الوظائف للشراعبة وكأنه لا يوجد غيرهم في المحافظة. لقد ذهلت وأنا أتجول في شارع 26 سبتمبر والشوارع التي تتفرع منه, من الفوضى التي تتجلى بأبهى صورها في ذلك الشارع الذي كان درة تعز فأصبح مثال صارخ لما تعانيه المدينة من فوضى لا حدود لها وكأننا نشاهد مدينة تعيش في القرون الوسطى , أما المدينة القديمة فحدث ولا حرج فقد أصبحت تئن مما فيها وقس على ذلك الفوضى الموجودة في المكاتب الخدمية التي أصبحت مثل سوق السمك وأصبح هناك شللية ومناطقيه ليس في المدينة فقط بل في أرجاء المحافظة, كل ذلك بفضل العبقري الذي ليس له مثيل والذي لا هم له سوى هبر المال العام وإصلاح أوضاع الشراعبه والناصريين وشلته المحيطة به وليذهب الآخرين للجحيم. لقد سمعت همس يشبه الأنين من المواطنين المغلوبين على أمرهم فهم يقولون أن هذا الرجل خلق الشحناء والبغضاء بين المواطنين الذين كانوا إخوة متحابين ويقال أنه يدعم المشترك بكل بجاحة كونه أحد الناصريين المتشددين بل أصبح أكثر الناصريين تشددا وحقدا على الوطن وقياداته وكأنه يأخذ بثأره منهم وهذا ما يجب أن تتنبه له الحكومة على الأقل إذا لم يكن يهمها المواطنين فعلى الأقل عليها أن تكون غيورة على الوطن الذي يحمل معول هدمه هذا الصوفي الذي نُكبت به المحافظة وأصبح المواطنين يكرهون بسببه الحكم المحلي. إن مواطني تعز أصبحوا مثل الأيتام على موائد اللئام وأصبح أحدهم يتمنى لو أن بإمكانه الهجرة إلى أي مكان هربا من هذا الشخص العنصري الذي لم تعرف ألمحافظه له مثيلاً في سوء الإدارة وقد قال أحدهم أن الأمر يحتاج إلى دراسة نفسية لمعرفة أسباب حقد هذا المحافظ على المحافظة وسكانها وهل هناك عقدة هي سبب ما يفعله هذا الدعي في المواطنين الذين لم يعد أمامهم سوى المساجد يدعون الله فيها أن يخلصهم من هذه المصيبة التي حلت بهم على حين غفلة من الزمن .