لا يوجد سبب وجيه واحد يجعل من إبن هائل سعيد المحافظ وليس التاجر الاستمرار بقيادة اركان المحافظة، الا اذا كان هناك سبب هو ذاته الذي يجعل من رئيسه عبد ربه منصور الاستمرار على راس السلطة حتى اليوم مع الترويج للتمديد. مقومات الحياة الامنة تلاشت، تعز فقط اصبحت ممر عبور، ومحطة توقف قلقة، تصلها صباحا من الاطراف ولا تفكر بشيء سوى الخلاص قبل اذان الظهر. شوقي الذي خذله حتى الرئيس في مواقع ومواقف كثيرة كيف له أن يهنأ والناس بين معاتب ومستاء،ومناصر يعرف تبدد الحيلة،ومشفق يتحسر حتى يدق جرس القيلون. ما الذي يجعل من شوقي محافظا حتى اللحظة، القمامة مكدسة وحرائقها تعطر المدينة،المجاري تتفجر من وقت لاخر،القتل اليومي طال حتى الجلاد الذي اصبح في لحظة ضحية،قُتل الدكتور والمواطن البسيط لمجرد انه كان عابرا،الفوضى لا تفرق ولن تفرق يا حمود،بين صاحب ماربوتعزواب والعدين والحجرية،الفوضى تذكي الجراح،الفوضى غرغرينة لا ينفع معها حتى البتر. من ينصت لمدة خمس دقائق لاحدهم وهو يقص حكايات تحدث في هذه المحافظة وعلى اطرافها يصاب بالجنون. نهب السيارات مستمر ليل نهار واللقاء في المخلاف، طبعا هذا لا يشرف ابناء اي منطقة لكن هناك تقاعس لدى ابناء المخلاف الى درجة انهم لا يحركون ضميرا ولا ساكنا،وقد اصبح ذلك مجرد نزق او نزهة عابرة وعادية. شد نظري وانا قادم من قريتي في العدين عن طريق شرعب المخلاف، صراف على اطراف المدينة المهجورة الا من المسلحين، لا زال يرتب محله ويزينه بالرخام الابيض وشباك من الحديد الصلب،فقلت لنفسي من سيحميه من المتنفذين في هذا المكان اذا كانت ايدي الثوار اقصد البلاطجة قد طالت من هم في قلب تعز العاصمة الثقافية. من لديه ارضية سوف يدفع ثمنها قبل البناء مرتين او ثلاثا،ومن اراد البناء سوف يدفع ما قيمة البناء مرتين ثلاث. كل مخلافي اصبح شيخ، وكل شيخ لا بد من مرافقين،ومن شروط المرافق ان يكون على الاقل قاتل ومستعد لاطلاق النار في اي لحظة،الجميع على باب الشيطان،والصرفة اليومية مهمة لاستمرار البلطجة. في تعز وانت راحل منها باتجاه الحوبان ابصنعاء ستجد الثقافة معلقة على لوحة عريضة كأنها قلادة ممزقة. اسفي!!كانت هنا مدينة. — مع ابو عمار الشجاع و 3 آخرين.