مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    الحوثيين فرضوا أنفسهم كلاعب رئيسي يفاوض قوى كبرى    انفجار الوضع بين الهند وباكستان    57 عام من الشطحات الثورية.    إنتر ميلان يحبط "ريمونتادا" برشلونة    حادث غامض جديد على متن حاملة الطائرات الأمريكية ترومان بالبحر الأحمر    لماذا ارتكب نتنياهو خطيئة العُمر بإرسالِ طائراته لقصف اليمن؟ وكيف سيكون الرّد اليمنيّ الوشيك؟    الإمارات تكتب سطر الحقيقة الأخير    صرف النصف الاول من معاش شهر فبراير 2021    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    إنتر ميلان إلى نهائى دورى ابطال اوروبا على حساب برشلونة    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    الخارجية الأمريكية: قواتنا ستواصل عملياتها في اليمن حتى يتوقفوا عن مهاجمة السفن    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    أكثر من 80 شهيداً وجريحاً جراء العدوان على صنعاء وعمران والحديدة    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    اليمنية تعلق رحلاتها من وإلى مطار صنعاء والمئات يعلقون في الاردن    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    محمد عبدالسلام يكشف حقيقة الاتفاق مع أمريكا    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    صنعاء .. وزارة الصحة تصدر احصائية أولية بضحايا الغارات على ثلاث محافظات    تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة لليوم الثالث    الكهرباء أول اختبار لرئيس الوزراء الجديد وصيف عدن يصب الزيت على النار    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    اسعار المشتقات النفطية في اليمن الثلاثاء – 06 مايو/آيار 2025    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 6 مايو/آيار2025    حكومة مودرن    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    تحديد موعد نهاية مدرب الريال    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    ودافة يا بن بريك    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رقيق الرياضة
نشر في الجمهور يوم 02 - 05 - 2009

عبودية جديدة تتخذ من الاحتراف الكروي ستارا لها لانها تقوم على التجارة في الاطفال الافارقة من خلال تهريبهم إلى الدول الاوروبية تحت ستار الاحتراف الكروي يأتون إلى اوروبا لعب لصالح ميلان وبايرن ميونخ وباريس سان جيرما وتشيلسي وريال مدريد وغيرها من الأندية الأوروبية إلا ان العديد من لاعبي كرة القدم الأفارقة الموهوبين والذين بدأ استغلالهم منذ بلوغهم التاسعة من العمر ويتم استغلالهم وتهريبهم إلى أوروبا بطرق مشبوهة ومن خلال شبكات منظمة يواجهون واقعا مريرا.. حيث يجدون أنفسهم يتسولون وينامون على جوانب الطرقات ولا يجد من يفشل منهم في اختبارات الأندية الأوروبية أي مأوى لهم سوى النوم في الشوارع والعيش على الأرصفة.
"الجمهور" ترصد اهم ما جاء في تقرير خاص اعده فريق صحفي اوروبي قبيل واثناء انطلاق منافسات كأس امم افريقيا التي اقيمت مؤخرا في غانا حيث رصد التقرير تفاصيل فضائح الاتجار بالبشر في قضية تهريب الاطفال الافارقة إلى القارة الاوروبية كما تضمن التقرير العديد من المعلومات حول هذا الملف الاسود من غانا وساحل العاج وفرنسا مع الاشارة إلى دول أخرى مثل مالي ونيجيريا والكاميرون وغيرها.
توجد في العاصمة الغانية "أكرا" الكثير من مدارس كرة القدم غير المرخصة التي قفزت إلى الأفق و ظهرت في الصورة استجابة إلى الوضع المتنامي الذي احتله لاعبو كرة القدم الأفارقة في أوروبا. وكلما وصل نجاح تجربة نقل لاعبي كرة القدم من غرب أفريقيا إلى أوروبا إلى مدى أبعد، كلما ظهرت أكاديميات و مدارس جديدة لكرة القدم تمارس نشاطها بلا ترخيص من أي من الجهات المعنية.
والمدارس الغير مرخصة هي تلك المدارس التي غالباً ما تأخذ أموالاً من الآباء والأسر الكبيرة التي تبعث بأطفالها إليهم، متسببين بذلك في تسرب الأطفال من التعليم النظامي الذي يتلقونه في المدارس وتهيئة الظروف الملائمة لهم للتركيز على كرة القدم طوال الوقت.
باسم المسيح !!
وتنبغي الإشارة بهذا الصدد إلى أن هناك ما يقدر بحوالى 500 مدرسة غير مرخصة و لا تتمتع بأي صفة قانونية تمارس أعمالها في "أكرا"، علاوة على آلاف المدارس الأخرى التي تنتشر في جميع أنحاء غانا والتي تمارس نشاطها على جانبي الطرق والأرصفة دون وجود الحد الأدنى من إمكانيات التدريب مطلقين على أنفسهم في أغلب الأحيان أسماء مستوحاة من الإنجيل مثل "أبناء موسى"، "أحباء المسيح"، كما تقوم كل واحدة من هذه المدارس بتخصيص صدرية رثة أو قميص مهلهل يرتديه الأطفال الملتحقون بها وذلك لتمييزهم عن أطفال مدارس الكرة الأخرى.
ومن بين ما كشفه الفريق الصحافي الأوروبي أثناء زيارته لتلك المدارس في كلٍ من "أكرا" و "أبيدجان"، أحد أهم وأكبر المدن في ساحل العاج، أن 9% منها تدار على يد بعض المحليين محدودي الخبرة باللعبة، والذين يصفون أنفسهم في معظم الأحيان بأنهم لاعبو كرة قدم معتزلون، على الرغم من ذلك لا يستطيع أي منهم تقديم ما يثبت أنه سبق له احتراف اللعبة،.
العرب متورطون أيضاُ..
وفي ما يتصل بمستقبل هؤلاء الأطفال، يسعى العديد من المدربين، الوسطاء الأوروبيون والعرب، إلى شراء أفضل لاعب من بينهم، والذي لا يتجاوز في كثير من الأحيان السنة السابعة من عمره، و يساومون على ذلك اللاعب والأسرة التي ينتمي إليها لتوقيع التعاقدات القبلية (احتكار) آملين من ذلك جني آلاف الدولارات عند إعادة بيع اللاعب لأحد الأندية في أوروبا. كما أن هناك حالات أخرى يلجأ فيها الوسطاء إلى اقتطاع تكلفة المرحلة الانتقالية التي يقضيها الطفل ما بين بيعه للوسيط و إعادة بيعه للنادي قبل إتمام الصفقة ما يدفع العديد من تلك الأسر إلى بيع متعلقاتهم، ومجوهراتهم وبيوتهم لدفع قيمتها في مقابل تلقي خدمات الوسطاء.
وحتى المدارس الاوروبية !!
ومن المعلوم أيضاً أن هناك مبالغ طائلة من الأموال يتم استثمارها في غانا على يد العمالقة الأوروبيين الذين من بينهما ناديي "أياكس" و "فيينورد" الهولنديين، وهما الناديين اللذان يشغلان لحسابهما اثنتين من مدارس كرة القدم بغانا. كما تحتفظ بعض الأندية الفرنسية لنفسها بشبكات متابعة ناشئين كرة القدم بالمنطقة (غاناساحل العاج) مثل الشبكات الخاصة بناديي "باريس سان جيرمان" و "موناكو"، ويبدو أن تلك النظرية مغرية بالنسبة للأندية، لأنه من الممكن أن تغطي قيمة لاعب واحد من الطراز الأول كل خمس سنوات تكلفة تشغيل أكاديمية كاملة لكرة القدم في بلد إفريقي. إضافةً إلى ذلك يمكن لهذه الأكاديميات، (مدارس الكرة المعترف بها) مثل تلك التي يقوم بإنشائها نادي "فيينورد" ما يتجاوز مجرد التدريب الرياضي المتقن، فيمكنها أن توفر للملتحقين بها فرص لاستكمال التعليم النظامي بجانب كرة القدم. وعلى أي حال لازالت الأكاديميات من هذا النوع وعلى هذا المستوى من الاحتراف من المؤسسات نادرة الوجود.
تجارة الرقيق الجديدة
دقت عمليات الاستغلال التي تنطوي عليها تلك الممارسات ناقوس الخطر بالنسبة للعديد من المنظمات غير الحكومية الموجودة في غرب أفريقيا، بما فيها مؤسسات حماية الأطفال و المؤسسات الدينية، وبدأت أصوات تلك الجمعيات والمنظمات تتعالى إزاء قلقها الشديد مما وصفته بالأنشطة غير الشرعية التي تمارسها مدارس كرة القدم غير المصرح لها بالعمل في هذا المجال..وكان من بين المسميات التي أطلقت على استغلال لاعبي كرة القدم الشباب "تجارة الرقيق الجديدة".
وفي هذا الصدد أيضاً، يعترف "توني بافوي"، كابتن منتخب غانا السابق الذي اختير سفيراً لبطولة كأس الأمم الأفريقية لهذا العام، بأن نقل الأطفال للعب كرة القدم في بلاد أخرى أصبح واقعاً ملموساً لابد من مجابهته، وأضاف "لابد من وضع رقابة صارمة على الأكاديميات غير الشرعية و غير المرخصة لكرة القدم، كما أنه لابد من أن توجه الأسر التساؤلات لهؤلاء المدربين عما يقومون به من أعمال، بدلاً من تعليق كل آمالهم وتسخير جميع مدخراتهم في خدمة العلاقة التي تربطهم بتلك المدارس ومن يعمل بها من أفراد".
قهر وإستغلال
الفريق الصحفي الأوروبي رصد تحركات وتدريبات طفل حافي القدمين يجري.. هذا الطفل يدعى "مافيوا أصاري"، وهو أحد الأطفال الملتحقين بالمدارس غير المرخصة لكرة القدم في غانا، يقطع المسافة بطول الملعب الخالي من أي خطوط أو علامات والذي تتكون أرضيته من 90% حمرة و 10% رمل بسرعة فائقة محاولاً الوصول على قوائم المرمى الصدئة. وبالفعل ينجح الولد في ذلك مظهراً قدراً مهولاً من المهارة في اللعب بالنسبة للاعب كرة قدم لم يتجاوز العاشرة أو الحادية عشرة من عمره.
أثناء جريه نحو المرمى تهب حبيبات الحمرة بفعل الرياح متجهة إلى عينيه، يتوقف لمسح عينيه ليتمكن من رؤية الملعب أمامه، فإذا بمدربه "إيزاك ألوتي" البالغ من العمر 23 سنة يعترض طريقه معنفاً إياه بعد أن يسدد له بعض اللكمات قائلاً "تعلم ألا تتوقف مها حدث".
ورغم إدعاء المدرب "إيزاك ألوتي" أنه أحد الخبراء في كرة القدم، فقد عجز عن ذكر نادٍ واحد من تلك التي لعب لصالحها فيما مضى، وكان من بين كلمات "ألوتي" ما يشير إلى أن أكاديمية "جاي جيمي" قد أبرمت التعاقد الخاص ب "دانييل" الذي تم توقيعه بالفعل بما يضمن له الحصول على 50% من قيمة أول تعاقد احتراف للولد، "أعلم أن الأسرة تدخر كل ما تستطيع أن تحصل عليه من نقود حتى يتمكنوا من تسديد التكاليف التي سأطلبها عند الشروع في رحلة الولد إلى فرنسا حتى أتمكن من تسهيل جميع الأمور أمامه هناك".
قوارب الموت
وفي حالة مثل حالة "دانييل"، لا ينصح بانتقاله إلى فرنسا من خلال القنوات الشرعية لذلك، لأن المصداقية التي تفتقر إليها الأكاديمية التي ترسله إلى أوروبا بسبب عدم الترخيص لها بممارسة أي من أنشطة كرة القدم و عدم تسجيلها في أي من الجهات الكروية المعنية بإعداد وتدريب الناشئين تجعل من المستحيل إرسال الولد إلى أوروبا للعب على سبيل التجربة عن طريق القنوات الشرعية لذلك. بناءً عليه يتم إرسال "دانييل" ومن هم على شاكلته إلى أوروبا عبر الطرق غير الشرعية التي من بينها إرساله في قوارب صغيرة عن طريق البحر من الساحل الغربي إلى جزر الكناري و منها إلى الأراضي الأسبانية. وفي هذا الصدد يذكر أن أحد مراكب الصيد المتهالكة التي هرب ربانها قد ضلت طريقها لترتطم بساحل "تاهيتي" وعلى متنها 130 من شباب إفريقيا تنوعت إصاباتهم بين الرعشة وغيرها من أعراض البرودة، علاوة عن ما ألم بهم من أمراض من جراء القصور الذي انتاب عمليات تجفيفهم من المياه.. تضمن هذا العدد 15 من المراهقين الذين اعتقدوا أنهم في طرقهم للاحتراف في أندية عريقة مثل "مرسيليا" أو "ريال مدريد".
الجواز ب 100 دولار
وعلى الصعيد الدبلوماسي، فإن جوازات السفر الخاصة بهؤلاء اللاعبين المهَربين أصبحت سلعة تباع وتشترى، كما صرح به "ماري جورج بوفيه" أحد وزراء الرياضة السابقين بفرنسا والذي قال بأن هناك من بين المدارس غير المصرح لها بالعمل في تعليم كرة القدم في إفريقيا ما يدار على يد فرنسيين يشاركون في ممارسات الفساد التي تجري عبر وسطاء ووكلاء غير مصرح لهم بالعمل في المجال مما يستدعي التصدي لهم بقوة.
وفي إطار زيارته لغرب أفريقيا، صادف الفريق الذي أعد هذا التقرير أطفال من النيجر ونيجيريا وبوركينا فاسو والكاميرون ومالي، يمارسون لعبة كرة القدم لفرق من ساحل العاج وغانا على أمل الحصول على جوازات السفر التي تؤهلهم في نهاية الأمر للعب بإسم تلك الدول، وهو ما يتنافى مع قواعد "الفيفا" التي قررت ضرورة وجود صلة واضحة بين اللاعب والمنتخب القومي الذي يلعب بين صفوفه، مثل وجود أب أو جد للاعب ولد بالبلد التي يلعب باسمها.
ثم انتقل الفريق بعد ذلك إلى العاصمة "أكرا".. وهناك في أحد شوارعها يقوم المروجون والوكلاء بالإعلان عن "خدمات جواز السفر".. يروجون لكل شيء على صلة بالجوازات بدءًا من تعبئة الاستمارات للأميين وانتهاءً بتزوير شهادات الميلاد، مستهدفين من ترويجهم فتح سوق جديدة لمشروعاتهم الإجرامية بين شباب لاعبي كرة القدم.
ويقول "صمويل موندو"، أحد وكلاء الجوازات، بأن "تكلفة توفير جواز سفر غاني تصل إلى 100 دولار أمريكي"، وأضاف: "هناك فساد مثير في غانا، حيث تستطيع اختصار جميع الطرق إذا ما توافر لديك المال. كما أن لدينا أعداد غفيرة من المدربين الذين يدفعون مقابل استخراج جوازات السفر للاعبيهم.
وطبقًا لما صرح به "كوفي باويواه" أحد المدربين الذين يدربون لاعبين صغار من جنسيات أفريقية أخرى، فإنه يوجد 20% من بين أكثر الموهوبين في كرة القدم والملتحقين بمدارس كرة القدم ينتمون إلى بلاد أخرى بخلاف غانا، وغالبًا ما يهاجرون إلى "أكرا" من بلدان وسط أفريقيا، ويستكمل حديثه: "أود أن أوضح أن السلطات لدينا هنا على علم بمدى الأهمية الذي تحتله كرة القدم في بلادنا وعلى علم أيضًا بأن كلمة مدرب محترم له وزنه في البلاد أو نقود في اليد اليمنى لأي مدرب هما الطريقان اللذان لا ثالث لهما للوصول إلى جواز السفر الغاني، فهم يقطفون صفوة ثمار التفاح من الشجرة وهو الحال الذي لا يقتصر وجوده على غانا فقط، فالعديد من اللاعبين الدوليين في ساحل العاج ولدوا في بوركينافاسو، كما ان المرونة والسلاسة متوافرتان في مثل هذه الأمور، وبالاستخدام الصحيح للنفوذ أو الأموال يمكنك أن تكون جزءًا من أي بلد شئت".
قصص المآسي في فرنسا
في حجرة الدرج بأحد المباني الخرسانية في "كليتشي سو بويه"، أحد أسوأ أحياء الأقليات في العاصمة الفرنسية باريس، يجلس "بيرنارد باس" يرتعد من البرد، وطُرحت عليه بعض الأسئلة التي أوضحت إجاباتها أنه من غينيا بيساو التي انتقل منها إلى غانا، ثم إلى السنغال فتينيرايف متوسماً في ذلك التمكن من اللعب ل "ميتز" بشرق فرنسا على سبيل التجربة، وكان سفره إلى فرنسا على يد وكيل عربي من لبنان، ومن بين ما قاله "باس": "باعت أمي منزلنا وبدأ إخوتي الصغار في الالتحاق بالعمل وهم في سن لم يتجاوز ال 12 سنة وذلك لمساعدتي في وضع أقدامي على أول الطريق".. كانت هذه هي الكلمات التي قالها "باس" الذي اخبره الوكيل بإمكانية ذهابه إلى فرنسا عن طريق البحر في أحد القوارب، استغرقت الرحلة أسبوعين، وعلى حد قوله "عندما وصلت إلى أوروبا تم التحفظ علي بأحد السجون في تينيرايف لمدة شهر ثم نقلت جواً إلى الأراضي الفرنسية، و بجرد أن أخبرت السلطات بأنني أبلغ من العمر 18 سنة أطلقوا سراحي على الفور فبدأت الطريق إلى فرنسا، إلا أنني اكتشفت بعد ذلك، وعلى عكس ما قاله وكيلي، بأن نادي ميتز الفرنسي لم تكن لديه أدنى فكرة عني وهددني مسؤلو النادي بإبلاغ الشرطة عني وها أنا ذا الآن أبقى هنا في هذا المكان مع أحد الأصدقاء"
وفي "سانت ديفيز" إحدى ضواحي باريس، كان "سيمون" - وهو أحد المهاجرين غير الشرعيين القادمين من الكاميرون- يرتدي مجرد سترة بولو سوداء اللون، وعلى الرغم من البرد القارس، لم يكن لديه سترة أو معطف يحميه من البرد، و بدأ "سيمون" في سرد أحداث قصته قائلاً: "وصلت إلى فرنسا منذ عامين على أساس تأشيرة تسمح لي بالإقامة لمدة لا تتجاوز ال 30 يومًا.. كان الحلم الذي يراودني في ذلك الوقت هو اللعب لصالح نادي باريس سان جيرمان، كنت في الكاميرون لاعبًا أيضًا، لقد علقت أسرتي عليّ الكثير من الآمال، عندما غادرت الوطن علقوا لافتة كبيرة كتب عليها حظًَا سعيدًا.. نحن فخورون بك، وبعد أن رفض النادي التعاقد معي، شعرت بخزي جعلني لا أجرؤ على العودة، لذا عزمت على البقاء هنا في فرنسا كمهاجر غير شرعي.. إنني أخبر والدتي بأنني سوف أرسل إليها المال في أقرب فرصة ممكنة لتسدد أتعاب الوكيل، وأخبرها أنني أبلي بلاءً حسنًا كلاعب محترف، أشعر بأنني إنسان مذنب، أشعر أن حياتي صارت بلا أمل رغم إن عمري 18 سنة، وكنت في قريتي في الكاميرون بطلاً".
جمعيات خيرية
الجمعية المعروفة باسم "كلتشر فوت سوليدير" والتي تقع في إحدى الضواحي الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس، تأسست كجمعية خيرية تقدم المساعدات للشبان الأفارقة الذين يتعرضون للاتجار أو الذين يتم إرسالهم إلى البلدان الأوربية بغرض احتراف كرة القدم، ولا يحالفهم الحظ.
من لاعب إلى مجرم!!
تعمل الجمعية بالتنسيق مع برنامج الرعاية الاجتماعية التابع للعاصمة باريس والذي أعيته الحيل لاتساع نطاق أنشطته على النحوالذي يجعله غير قادر على استيعاب كافة الفئات، ويُذكر أن رئيس الجمعية جين كلود "مبفومين" كان لاعبًا قادمًا من الكاميرون، إلا انه ما زال يبذل جهودًا مضنية في محاولة للعثور على الصبية الأكثر عرضة للخطر. .. يقول "مبفومين" : "نحن نتتبع 800 من هؤلاء الصبية في الوقت الراهن، تتراوح أعمارهم بين 10 و18 سنة، ففي فصل الصيف تكون الأمور مستقرة، فيمكنهم النوم في الشوارع، أما وقد جاء الشتاء فإن حالتهم تصبح مذرية بحق، فيتحول بعضهم إلى ممارسة الأعمال الإجرامية، ويدمن بعضهم الآخر على المخدرات بأنواعها، إنهم يأتون إلى هنا سعيًا وراء الوعود الوردية البراقة من وكلائهم، تملأ آذانهم، ثم سرعان ما يتركهم هؤلاء ليسمعوا من بعدها صافرة سيارات الشرطة التي تلاحقهم أينما ذهبوا، وتملأ أنوفهم رائحة القمامة المقززة المتجمعة في شقق بالطوابق العليا التي تأويهم".
النفر ب 3000 دولار !!
ويقول "مبفومين": " هناك تجارة كبيرة وأرباح ضخمة تجنى من كرة القدم، تستشري وتتسع أفاقها على أحلام الناس، الذين يسعون إلى حياة أفضل لعائلاتهم، ففي أفريقيا عندما يخبر شخص تظهر عليه علامات الأهمية وسيماء الوجاهة، الأسرة بأن ولدهم موهوب، فالأسرة بدورها سوف تفعل أي شيء من أجل تدبير المبلغ الذي يكفي لإرسال ولدهم إلى الغرب، فقد يضطرون إلى بيع المنزل وربما بيع أبناءهم الأصغر سنًا وربما يبيعون حياتهم، ويقدمون طواعية على الانخراط في حياة أشبه بالعبودية نظرًا لما يتحملونه من ديون على أمل أن الصبي الموهوب سوف يكون سببًا في تحسين احوالهم المعيشية مستقبلاً، أما السماسرة الذين يعملون في هذا المجال فيتقاضون 3000 دولار عن الصبي الواحد، ويعرضون على الأسرة تسهيل تهريبه إلى أوروبا، واعدين إياها بأن الصبي سوف يوقع مع أحد الأندية الكبرى.. لقد فُقد عدد كبير من الصبية بهذه الطريقة غير الشرعية.. صحيح أن هناك من بين هؤلاء الأطفال من يمتلك موهبة حقيقية، ولكن هؤلاء ليسوا بحاجة إلى وكلاء، إنهم بحاجة إلى أب وأم يقدمان الرعاية لهم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.