من يتذكر تلك النكتة القديمة ؟ عن الصعيدي الذي ذهب الى محل لشراء تلفزيون وعندما سئل صاحب المحل عن سعره اجابه: ما بنبيع لصعايدة , ليغادر الصعيدي مغتاظاً ويذهب لشراء بذلة يرتديها على عجل ويخلع عِمَتَهُ ويسرح شعره ويعود الى ذات المحل سائلاً عن سعر نفس التلفزيون ويرد عليه البائع مجدداً : ما بنبيع لصعايدة , ليكبر الموضوع في رأس ( هريدي ) الناشف ويقوم بشراء بنطلون جينز ويحلق رأسه بقصة كابوريا , ويسارع بالعودة الى المحل ويسئل نفس البائع بكم سعر التلفزيون فيقول له بنفاذ صبر : ما بنبيع لصعايدة !! فيسقط الامر في يد اخونا الصعيدي وسئل بعد زفرة طويلة عن كيفية تعرفه عليه رغم بذله قصارى جهده في تغيير مظهره الخارجي , ليصعقه البائع بقوله : في كل مرة كنت تأتي إلي تُشير الى الفُرن المايكرويف وليس التلفزيون . هذه النكتة العتيقة التي ربما يثير الغبار المتصاعد منها سعالكم تقفز الى ذهني كلما وجدت أحد الاخوان الاصلاحيين يحاول ان يتبرأ من جميع أحزاب اللقاء المشترك مقدماً نفسه كأحد المستقلين المتواجدينفي ساحات الحرية والتغيير. رغم سهولة أن يُعرف أحد هؤلاء على الفور ويتضح زيف ادعائه بسهولة شديدة فعلى سبيل المثال تجد الشباب المنتمي لحزب الإصلاح يملئون ساعات البث على القنوات الفضائية لكن رغم تنكرهمبملابسهم الجذابة وكمية الجِل الهائلة التي صبوها على ( أُم رأسِهم ) يمكنك التعرف عليهم من نبرة الحديث المتقعرة بأحكام التجويد وعلى وجه الخصوص–الإدغام بغنه - فتتعرف عليهم وتتأكد من محاولاتهم الحزبية لاختطاف ثورة الشباب ومحاولة تجييرها لحسابهم وصبغها بلون واحد. ويجوز لنا بسبب ذلك رفع دعاوى عليهم بتهمة التزييف في شباب مستقل . تجد كوادر الحزب المعتق يقدمون انفسهم مستقلين ويتهكمون على الأحزاب بمافيها الإصلاح ان استدعى الأمر ذلك متعرضين لسوء إدارتهم للثورة التي احالوها بغبائهم الى أزمة لكنهم يسقطون سريعاً عند الحديث عن أخطاء جنود الفرقة التي قامت بضرب عدد كبير من الشباب واطلقت النار عليهم مرات عديدة كما هو معروف وأصبحت أداةً بيد طرف ضد غيره من التشكيلات التي تزخر بها الساحة قترى الأدعياء بالإستقلالية يبادرون بالدفاع عن جنود المدرع حتى لا تستغرب اذا وصل الأمر ان يزعم بعضهم أن جنود الفرقة مدرع هم المُشار إليهم في وصف الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عن الفرقة الناجية من النار , فتصبح بذلك ( الفرقة الناجية الأولى مدرع ). تراهم الكوادر الحزبية يدعون الاستقلالية والحيادية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ويتحدثون بتثاقف زائد - عن الحرية وقيمة الفرد وحق الانسان في التعبير عن نفسه وعن غيره باعتباره ضمير للمجتمع ككل - ليكشفوا عن هويتهم فور ذكر اسم عدد من الزملاء الصحفيين ومنهم (عبدالكريم الخيواني ومحمد المقالح وفكري قاسم , ومؤخراً بحمى مستعرة الزميلين نائف حسان ومحمد عايش) والقائمة تطول وعلى الرغم من ان جميع من ذكرت اسمائهم لهم أقلامٌ بتارةٌ أمضى من قلمي , وبنانهم اصلبُ عوداً من بناني الذي أنحله العمل الحكومي في التلفزيون لكني اورد الموضوع هنا كشاهدٍ على فرن المايكرويف ليس اكثر . ونواصل في موضوعنا حيث تشاهد الإخوان في الساحات ممن يدعون استقلاليتهم عن جميع الاحزاب بل وتأففهم منها مبدين حسرتهم على ما صنعه المشترك بالثورة كتمهيد للعن النظام بأقذع الكلام معددين فظائعه وشنائعه التي ارتكبها بحق الوطن والمواطن , ليهووا بسرعةٍ توازي سرعة الصوت عند ذكر الجرائم التي ارتُكِبت بحق اخوتنا في المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة مبررين ذلك بكونهم كفار ماركسيين ورافضة , وكان قتلهم وهدم بيوتهم على رؤوسهم ورؤوس نسائهم وأطفالهم تنفيذاً لحكم الله على الأرض كما يزعمون