نعتذر أو لا تعتذر!!.. ذاك هو شأننا وتلك قناعاتنا التي تمثل أخلاقنا والقيم الصدوقة التي نشأنا عليها، دون تطرف أو انتهازية سياسية أو ادعاءات نضالية صفراء في زمن انفتاح الآفاق العلمية والتدفق المدرار الحر للمعلومة الأحدث.. والتفكير المتجدد الأنضج بل الأفضل!.. تلك أخلاقنا ومواقفنا التي نعتز بها اليوم وغداً وفي المستقبل.. لم نعتذر باسم رئيس ولا لرئيس.. ولم نعتذر باسم وزير أو جهبذ متهم بحسن التدبر والتفكير عند وحال اتخاذ القرار؛ الذي يفترض ان يكون محسوب العواقب والنتائج.. وسوء أو حسن ردات الفعل.. لم نعتذر باسم زلاَت من نتوسم، وسنظل نتوسم فيهم الخير والصلاح نحن ومجاميع تتدفق كالسيل من أبناء شعبنا الكريم، إذا استفزها حدث عابر أو قرار طائش!!.. ولأننا اعتذرنا لشعبنا العظيم في هذه الصحيفة أو تلك فذلك مدعاة فخرنا لمهابة الشخصية اليمانية التي قدمت التضحيات بسخاء ونُبل.. وبسالة الشخصية اليمانية ذاتها في مقام مجابهتها لجدل ومنطق التاريخ المعاصر بمفكريها وأساتذتها ومناضليها، الذين خرجوا من كبد وضمير شعب وأمة وليس الشخصنات القادمة تحفها أشرعة المصادفات الضئيلة.. قال أحد الزملاء: إن دم القردعي والزبيري ورأس الثلايا وعبدالمغني والموشكي والكبسي والوريث.. قامات هؤلاء الشهداء وأقرانهم تقف احتجاجاً أمام هذه البوابات وتلك البوابات.. لتهد الأسوار ولا تقتحم المكتسبات نهباً وعبثاً وتخريباً، فهي ملك لوطن وشعب.. بل تقف احتجاجاً في وجه الامتهان ومحاولات التهميش والتجاهل وتصغير الشأن!. إن مبدأ الزمالة والتسامح العقلاني السخي والمهنية الشفافة النقيَّة تفرض علينا جميعاً احترام وعي الناس، وليس المرور فوق ما نحسبه جهلاً أو استخفافاً وتجهيلاً.. تلك مسؤولية أخلاقنا لا بد أن نستدعيها ونتمثلها حتى لا نزيد أوجاع وأزمات هذا الشعب والبلد تأجيجاً وتحريضاً.. لقد مضت عهود الثورات والنضالات الحقيقية ولم نعد نرى اليوم سوى مجموعة من المحصلين والجباة.. يركبون ما يظنونها صهوات المجد، وما هي إلاَّ فزاعات ومجرد أضغاث أوهام!!..