لقد مَس الضر الناس في المناطق التي تخضع لسيطرة الانقلاب و صار منهم من يلجأ الى براميل القمامة بحثاً عن ما يسد جوعه و جوع من يعول فلا يجد فيها حاجته ، فيما أنتم تراهنوا على خضوع الانقلاب للضغوط السياسية و الاقتصادية متناسين ان من قام بالانقلاب عصابات و ميليشيات اجرامية و ليس جماعة سياسية ، و ان العصابات و الميليشيات لن تبالي بتلك الضغوط و لن تخضع لها مادامت لم تطالها و فوق ذلك وجدت فيها فرصة لابتزاز اليمنيين و للمتاجرة سياسا و اقتصاديا بمعاناتهم و ليس فقط للاستيلاء على ما يقدم لهم من مساعدات اقتصادية. عليكم ان تدركوا ان عصابات الانقلاب هي المستفيد الوحيد من بطىء خطواتكم ، لا البسطاء و عامة الناس ، و ان تلك الخطوات البطيئة لم تعد تحمي ارواح الناس و تحافظ عليها و انما صارت تقودهم الى الموت ببطىء و بلا كرامة ، و تجعلهم يشعرون ان لا فرق بين من يختطفوهم و بين من يحرروهم. عليكم ان تعرفوا ان البسطاء و عامة الناس هم المتضررون من عدم صرف رواتبهم ، لا من ينتمون للميليشيات و العصابات ، كما تظنون ، و تتوهمون. عليكم ان تعرفوا ان المرتبات التي لم تعد تصرف هي التي كانت تصل الى البسطاء و العامة ، اما ملايينكم التي تصرف كمساعدات فإنها لا تصلهم و يستولى عليها من ميليشيات و عصابات الانقلاب و لمن يواليهم. فلا تجعلوا الناس تفقد ثقتها في قدرتكم على تحريرهم ، بعد ان فقدت ثقتها في قدرتكم على توفير مرتباتهم التي كانت تحفظ لهم ما تبقى من كرامتهم و تحول دون إذلال الميليشيات لهم بقوتهم و لقمة عيشهم …! في الاخير : اذا كنتم عاجزون عن حسم المعركة سريعا و عن تحرير الناس فلا تجوعوهم و أطلقوا مرتباتهم لكي لا يتعايش الناس مع فكرة ان خاطفيهم ليسوا أسوء من محرريهم التي يسعى الانقلاب لاقناعهم بها بشتى الوسائل. │المصدر - الخبر