♦استطاع مسلحون تابعون للحوثي اقتحام منطقتي حوث وخيوان ومنطقة الخمري التي تعد أبرز معاقل أولاد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر. وقالت صحيفة «العرب» اللندنية إن «الحوثيين قاموا بنسف بيت الشيخ الأحمر في الخمري وتسويته بالأرض وهي الطريقة التي يتبعونها مع خصومهم حال الانتصار عليهم». وأكدت المصادر ذاتها أن مصير الشيخ حسين الأحمر، نائب رئيس مجلس النواب اليمني الذي انضم للجبهة، مازال مجهولا ويخشى أن يكون قد تعرض للأسر على أيدي القوات الموالية للحوثيين التي سيطرت على منزل والده الراحل. لكن مصادر قبلية ذكرت أنه كان في المنزل مع مرافقيه وأمر بإخلائه وإحراقه. بالمقابل أوضح متحدث باسم الحوثيين أن "عناصر حاشد والتكفيريين حاولوا أثناء فرارهم إحراق المنازل لكننا منعناهم وضبطنا كميات من الأسلحة". وفيما تتضارب الأنباء حول سبب الانهيار المفاجئ للقوات المساندة لأولاد الأحمر في حاشد، عزت مصادر خاصة سبب ذلك الانكسار لنفاد الذخيرة إضافة إلى وصول تعزيزات كبيرة من صعدة للحوثيين قيل إن معظمها أسلحة ثقيلة. وقد بدأت المواجهات بين الطرفين في الخامس من الشهر الماضي وازدادت وتيرتها حدة قبل أيام بحيث أدت إلى سقوط ستين قتيلا الجمعة الماضي. ويرى خبراء عسكريون أن تطورات أمس في جبهة حاشد تعد تحولا جذريا في مسار الصراع مع الحوثيين الذين باتوا على مرمى حجر من العاصمة صنعاء بعد انتصارهم على القبائل المساندة لأولاد الأحمر والتي كانت تعد أكبر عقبة تواجههم. ويرجح الخبراء أن يساهم هذا الانتصار في تعزيز قوات الحوثيين في منطقة أرحب المتاخمة لصنعاء والتي منيت بهزائم متكررة خلال الأيام الماضية غير أنه يرجح أن تتغير موازين القوى هناك بعد الانتصارات التي حققوها في جبهة حاشد. ويخشى الخبراء من أن يتسبب التقدم الحوثي على عدة محاور نحو صنعاء في انتقال الصراع المسلح إلى قلب العاصمة صنعاء حيث تشير التقارير إلى توسع وجود الحوثيين العسكري في عدة مناطق منها. وفي تصريح ل"العرب"، قال علي ربيع رئيس مركز الثورة للدراسات والبحوث أن الهزيمة التي تعرض لها أولاد الشيخ الأحمر الذين يعدون أيقونة النفوذ المشايخي والقبلي في اليمن والذي ظل مهيمنا طوال العقود الماضية سيسهم في تحويل الصراع في اليمن من صراع قبلي إلى صراع طائفي". وكشف مراقبون أن القوة التي أصبح يمتلكها الحوثيون تعود إلى الدعم العسكري والمالي الإيراني غير المحدود الذي يتلقونه ما سهّل أمامهم التقدم في معاركهم ضد المجموعات السلفية أو القبلية التي ينضوي تحتها حزب الإصلاح الإخواني. ولفت المراقبون إلى أن إيران باتت اللاعب الأبرز في الساحة اليمنية خاصة أن دول الخليج ركزت جهودها على دعم المبادرة التي تساهم في عملية الانتقال السلمي والتي توجت بوثيقة الحوار الوطني. وقد سمح مؤتمر الحوار الوطني الذي انتهى قبل أيام وشاركت فيه القوى السياسية وضمنها "أنصار الله" بتحديد العناوين العريضة للدولة الجديدة. من ناحية أخرى انتقد ناشطون سياسيون مؤخرا وسائل الإعلام التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وذلك على خلفية نهجها الإعلامي الذي بدا مساندا للحوثيين ومتشفيا في هزائم أولاد الأحمر الخصوم الأبرز للرئيس السابق. وكان الممثل الخاص للأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر أعلن الأسبوع الماضي لدى تقديم تقريره أمام مجلس الأمن أن "عناصر من النظام السابق ما تزال تناور لوضع العراقيل لإفشال عملية الانتقال". وحذر من أن هذه "العرقلة المنهجية" قد تؤدي إلى "إعادة إغراق البلاد في الفوضى". ويعتبر مراقبون أن تخلي أولاد الشيخ الأحمر عن الحلفاء التقليديين الذين ارتبط بهم والدهم الراحل لصالح تحالف جديد يتزعمه حزب الإصلاح من الأمور التي ساهمت في إضعافهم قبليا وسياسيا ومكنت الحوثيين من مواجهتهم منفردين.