انفجرت عنقودية العنف أو تكاد ، وفي أحسن الأحوال فإن ما يحدث على الجبهة الشمالية من اليمن هو نموذج مُصغر لشكل عنقودية العنف التي يُنضجها سوء إدارة المرحلة الإنتقالية ، والتي توشك أن تُغرق البلاد في احتراب عام يصعب التكهن بمداه ومساره ونتائجه. ما يحدث حالياً من اتساع دائرة الإقتتال في أكثر من جبهة ليس حدثاً مُفاجئاً ، بل هو سياق وثيق الصلة بإدارة الحكم الجديدة ادعاءً ، والقديمة مضموناً . العنف في شمال الشمال بيئة كاملة صنعتها الإدارة الرديئة لجهاز الدولة ، تضاف إليها مُحفزات بين الفينة والأخرى ، يتغير شكل العنف ومبرراته من مكان لآخر ، لكن له جوهر أساسي يتمثل بما تعرضت له هذه المناطق من تهميش حقيقي وإهمال في مختلف جوانب التنمية ، ولا يعرف الناس في هذه المناطق حضور مختلف للدولة غير حضور وحدات الجيش ، هجمات وثكنات ، أو تكريس المشيخ ومراكز القوى ، أو كممرات لللمشتقات النفطية والطاقة . وإذا ما أردنا معالجات جذرية للنزاع على هذه الجبهة وقبل ذلك إنصاف السكان هناك بنيل حقوقهم بحياة كريمة طبيعية فلا بد من خطوات أساسية كالتالي : - المسارعة لمباشرة حقيبة حوار ( إجرائي) بين أطراف الحرب المباشرين وغير المباشرين والسلطة الحالية بشأن : - السلطات الفعلية على الأرض خارج سلطة الدولة - وضع الخدمات في هذه المناطق - وضع أجهزة الدولة في هذه المناطق - وضع الجيش وألويته في هذه المناطق - سلاح المجموعات المنظمة من مختلف الأطراف وتكون هناك مخرجات إجرائية تتضمن التالي : - خطة وطنية لتفعيل الخدمات الحكومية المختلفة بموازنة استثنائية وعاجلة . - خطة وطنية لتفعيل أجهزة الدولة وإجراء تغييرات في الإدارات الحكومية لهذه المناطق في مختلف الأجهزة ابتداء من المحافظين بمحدد صارم الكفاءة والحيادية والفاعلية . - مراجعة وضع الجيش في هذه المناطق ، ألوية وقيادات ، بما فيها القيادات العليا في المؤسسة العسكرية ، لجهة حساسية قيادات بعينها لها صله وثيقة بالنزاعات . - خطة وطنية شاملة لنزع سلاح كافة المجموعات بالتوازي .