كشف ناشطون وحقوقيون يمنيون، أنّ عدداً من الأسرى الحوثيين فوجئوا عقب الإفراج عنهم بزواج زوجاتهم، على خلفية إعلان المليشيا وفاتهم وتسليمهم جثثهم مقطوعة الرأس، ومن أبرزهم الأسيران هائل عبدالله طلال، من محافظة حجة، وخالد الشعوبي، من مدينة صنعاء. وقال ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، أن أسيراً حوثياً ثانياً تفاجأ، بعد إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى، الخميس والجمعة الفائتين، بأن زوجته تزوجت من شخص آخر؛ مشيرين إلى أسرى حوثيين آخرين تفاجأوا بزواج زوجاتهم من أشخاص آخرين، بسبب قيام مليشيا الحوثي بإبلاغ أُسرهم بأنهم قتلوا في الحرب، وبقائهم الطويل أسرى. وأفاد الناشطون، أن أسيراً حوثياً يدعى خالد الشعوبي، من مدينة صنعاء، عاد، أمس الأول، إلى منزل أسرته، فلم يجد زوجته، وعندما سأل عنها، قال له ابنه إنها تزوجت من شخص آخر. وذكرت المعلومات، إن "الشعوبي" أُسِرَ، عام 2015، في محافظة الجوف، من قبل قوات الجيش الوطني، وأمام ضغط أُسرته المطالبة بالكشف عن مصيره، سَلَّمها مشرف مليشيا الحوثي في "مربع جولة أية"، في الجزء الشمالي من مدينة صنعاء، جثة بلا رأس لقتيل مجهول الهوية، مدعياً أنها جثة "الشعوبي". وطبقاً للمعلومات، فقد دفنت أسرة "الشعوبي" الجثة على أنها لخالد، واستقبلت العزاء في مقتله، ثم تزوجت زوجته من شخص آخر. غير أن خالد الشعوبي عاد، الجمعة، إلى صنعاء ضمن الأسرى الحوثيين الذين تم إطلاق سراحهم في عملية تبادل الأسرى التي جرت مع الحكومة الشرعية. وعندما وصل إلى منزله، تفاجأ بأن زوجته قد تزوجت من شخص آخر. القصة تكررت مع أسير حوثي آخر، هو هائل عبدالله حسين محمد طلال (28 عاماً). أفرج عن هائل في عملية تبادل الأسرى الأخيرة، التي تمت، الخميس والجمعة، برعاية الأممالمتحدة، بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي. وتقول المعلومات، إن هائل عبدالله وصل إلى صنعاء، واعتزم التوجه إلى منزله في محافظة حجة، إلا أنه تم إبلاغه أن زوجته تزوجت من أخيه، بعد أن أعلن الحوثيون في مديرية وشحة بمحافظة حجة، التي ينتمي إليها، مقتله قبل عام، فيما كان أسيراً من جبهات القتال لدى الشرعية والتحالف، منذ عام 2017. وقال المحامي هادي وردان، عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان بمحافظة حجة، إن هائل طلال "كان يعتزم التوجه إلى مديرية وشحة، في محافظة حجة، التي ينتمي إليها، لكنه أبلغ بزواج زوجته من أخيه". وأضاف المحامي وردان: "المليشيا أبلغت أسرة هائل، عام 2017، أنه قتل في قصف للشرعية، ليتم تزويج زوجته بأخيه حفاظاً على أولاده. معظم الأسرى الحوثيين، الذين تم تبادلهم مع أسرى الشرعية، ما زالوا رهن الحجز والتحقيق لدى المليشيا بتهمة التخابر والتجسس". وتابع: "هذا هو حال من يقاتل مع الحوثيين، إما الاعتقال أو توجيه التهم إليه، فضلاً عن تزويج زوجاتهم وتجنيد أبنائهم والزج بهم في المعارك". وتداول ناشطون مقطع فيديو لأسرى حوثيين على متن إحدى الحافلات، حيث وجه أحدهم إلى شقيقه سؤالاً بأعلى صوته من نافذة الحافلة: "هل زوجتي تزوجت، أو لا تزال تنتظرني؟"، وهو ما يعكس اتساع تزوج زوجات الأسرى الحوثيين، إلى درجة أنها صارت هاجساً عند الأسرى المفرج عنهم الخميس والجمعة. يذكر أن فتوى أصدرها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي لمقاتليه تقضي بجواز زواج زوجة من يقتل من شقيقه أو أي من أقاربه، دون الاكتراث بالعدة، بحسب ما ذكرته مصادر قبلية في صعدة. يذكر، أنه في نوفمبر 2019، حدثت نفس القصة مع الأسير الحوثي عبدالله محمد عبدالله المثنى، من محافظة حجة، الذي وصل إلى مطار صنعاء، على متن طائرة قادمة من السعودية، ضمن صفقة تبادل الأسرى، ليتفاجأ بأن زوجته تزوجت بأخيه، وأنجبت منه طفلاً، بعد أن أعلن الحوثيون مقتله وسلموا لأهله جثة مختلفة، ودفن بإشراف من ميليشيات الحوثي. إلى ذلك، اعتبر مراقبون، أن هذه القصص تؤكد كيف يتعامل الحوثيون مع عناصرهم، حيث لا يريدون سوى أن يبقوهم في جبهات المعارك.