أطلق نشطاء حقوقيون ومن شباب الثورة في اليمن حملة لمناهضة الدعوات المذهبية والطائفية والسلالية في اليمن. وسمى النشطاء الحملة ب «كلنا عيال تسعة»، في إشارة إلى أن جميع البشر هم عيال تسعة أشهر، وجاءت الحملة كرد فعل على منادات الحوثي ب"الاصطفاء الإلهي" وادعائه بالتميز عن ابناء الشعب اليمني، وأن الحكم حق حصري في سلالته. وقد لاقت الحملة التي يتزعمها المحامي والناشط الحقوقي خالد الآنسي تفاعلا في أوساط الشارع اليمني ومواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتوتير. أوضح الناشط خالد الانسي في حديثه ل "يمن جورنال" أن العنصرية حكمت اليمن أكثر من ألف عام وعلى الرغم من قيام ثورة26 سبتمبر لم تنتهي هذه العنصرية. ويبدو أنها تعايشت مع النظام السياسي وتقمصت اشكال معينة بمعنى انه تم ممارستها بشكل ناعم. مضيفاً "العنصرية وجدت بأشكال متعددة منها ما هو قائم على أساس الجينات والاصطفاء على أساس السلالية وعنصرية دائمة على أساس الجغرافية والتقسيم الطبقي." وقال الآنسي أن الإشارة للتسع الأصابع تحمل معنين في وقت واحد معنى "المساواة" ومعنى "الحرية" خاصة مع رفع إشارة رابعة التي أضحت معنى للحرية والخمسة الأصابع وهو رمز للمساواة. مستدركا بقوله "ان الحرية التي لا تؤدي الى مساواة لا معنى لها".. مضيفاً ان الشعار له بعد إنساني وينتصر لمشكلتنا في اليمن التي فرقت بين اليمنيين وقسمتهم الى طبقات على أساس المهنة والاساس الجغرافي والانتماء القبلي والوان والغنى والفقر وعلى أساس. وجاءت هذه الحملة عقب عودة الناشط والمحامي خالد الإنسي من قطر في مشاركة في برنامج الإتجاه المعاكس والتي واجه فيها ناطق الحوثيين علي البخيتي ,وخرج من البرنامج منتصرا بقوة ساحقة على خصمه الذي أفحمته ردود الإنسي . من جانبه رد الدكتور/ رصين صالح الرصين – استاذ الاعلام بجامعة صنعاء – على ذلك في صفحته على الفيس بوك بالقول: "إلى المزايدين أصحاب نظرية 9، إذا تقدم لابنتك خادم، مهمش، عامل نظافة.. سمه ما تشاء .. هل تزوجه؟. وأضاف: علينا أن نفرق بين التعامل الاجتماعي السياسي العام – ومن ذلك قوانين الدولة، وبين التعامل الشخصي الخاص ، مشيرا إلى أن الخلط بين ما هو عام، وما هو خاص دائما ، ما يؤدي إلى نتائج مغلوطة. ثم عاد الدكتور رصين ، ليوضح المفهوم العلمي للعنصرية، ومتى تكون الألفاظ والسلوكيات التي يمارسها البعض تنم عن عنصرية بحتة، مفرقا في ذلك بين الحرية الشخصية للأفراد ، ومتى تصبح حرية الأختيار غير شخصية بل عنصرية ، كتولي أمرا من أمور الدولة ، يقول: " ليست العنصرية ألا تقبل الخادم (المهمش) زوجا لابنتك، فهذه حرية شخصية.. وليس من حق أحد أن يعترض عليك لسبب كهذا". ويضيف : " لكن العنصرية: ألا تقبله رئيسا للجمهورية، فهذه هي العنصرية بعينها"، معبرا عن رفضه للخلط بين المصطلحات وهذا ما وقع فيه مؤتمر الحوار على حد قوله. ثم يستطرد الدكتور رصين بشرح الفرق بين ممارسة الحرية الشخصية في القضايا الشخصية البحتة ، وكيف تتحول من حرية شخصية إلى سلوك ينم عن عنصرية مرفوضة ، لافتا إلى أن الخادم المهمش غير الأسود.. وفي الإنجليزية: negro غير black وبالتالي فإن الفرق شاسع بين: 1- رئيس إفريقي أسود كعمر البشير.. 2- وبين خادم مهمش عامل نظافة.. سموه ما شئتم.. ويؤكد الدكتور رصين وهو أكاديمي وباحث يمني أن رفض الهاشمي تزويج إبنته (مكلفه) لغير هاشمي، فهذه عنصرية بكل تأكيد، لأنه لا فرق بين هاشمي وغير هاشمي.. هذا تفريق عنصري.. ومعيار لا قيمة له: لا في الشريعة ولا في غيرها بحسب د.رصين. أما الذي يرفض تزويج ابنته من (خادم) مهمش عامل نظافة – سموه ما شئتم – فهذا ليس من العنصرية في شيء؛ لأن التكافؤ بين الزوجين شرط لنجاح الحياة الزوجية، ولا يمكنك مثلا أن تزوج فتاة غنية بفقير، ولا فتاة متعلمة بجاهل، وإن حدث ذلك فالحالات الشاذة لا يقاس عليها، بل هي تؤكد القاعدة.. وأختتم تعليقه على حملة "كلنا عيال تسعة" بقوله : "وأما (الحب) فهذا أكذوبة أسطورة ووهم كبير.. تتبخر عند أول مشكلة حقيقية؛ بسبب عدم التكافؤ".