جددت دول غربية، الأحد، دعمها لأوكرانيا" في مواجهة روسيا، التي نشرت أخيرا قوات تابعة لها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي تتمتع بحكم ذاتي، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتس في 22 فبراير الماضي. فقد قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي توني بلينكن، إن واشنطن لن تعترف بضم القرم إلى روسيا، إذا قرر سكان المنطقة الانفصال عن أوكرانيا، في استفتاء سينظم في 16 مارس الجاري. وقال بلينكن في مقابلة تلفزيونية إن "الضغوط الدولية على روسيا ستزيد نتيجة للاستفتاء في القرم. ولن نعترف به، ولن يعترف به معظم العالم". وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي إن إجراء استفتاء على وضع القرم يعد انتهاكا للقانون الدولي وللدستور الأوكراني. لقاء دعم وتأكيدا من واشنطن على دعمها أوكرانيا في مواجهة روسيا، أعلن البيت الأبيض، الأحد، أن رئيس الحكومة الأوكرانية أرسيني ياتسينيوك سيزور واشنطن الأربعاء المقبل تلبية لدعوة من أوباما. وقال بلينكين إن أوباما "يعمل على تعبئة المجتمع الدولي والحشد لدعم دولي واسع" لأوكرانيا، لذلك "دعا رئيس الحكومة الأوكرانية إلى البيت الأبيض الأربعاء ليؤكد مرة جديدة هذا الدعم". ونقلت وكالة إنترفاكس عن ياتسينيوك قوله: "الأربعاء المقبل، سيترأس نائبي جلسة مجلس الوزراء لأنني مغادر إلى الولاياتالمتحدة للبحث على أعلى المستويات في سبل تسوية الأزمة في أوكرانيا". تأييد من الناتو من جانبه، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أن الحلف يقف "إلى جانب أوكرانيا"، ويطلب من روسيا الوفاء "بالتزاماتها الدولية". وقال راسموسن لصحيفة "بيلد" الشعبية في مقابلة تنشر الاثنين: "عندما التقيت رئيس الوزراء (الأوكراني أرسيني) ياتسينيوك الخميس، هنأته بالتزامه بحل سلمي. وأكدت له أن الحلف الأطلسي يقف إلى جانب أوكرانيا". واضاف: "نتوقع أن تفي روسيا بالتزاماتها الدولية وتسحب قواتها ولا تتدخل في مناطق أخرى في أوكرانيا. وعلى خريطة أوروبا للقرن الحادي والعشرين، ينبغي أن لا يحاول أي شخص ترسيم حدود جديدة". "الحماية بأي ثمن" وفي تطور ذي صلة، اتفقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي، الأحد، على ضرورة حماية سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ووحدتها السياسية "مهما كلف ذلك من ثمن". وأفاد بيان صحفي أصدرته الحكومة الألمانية بأنهما اتفقا على ضرورة تبديد خطر المواجهة في القرم وأن الاستفتاء المزمع إجراؤه هناك على الانضمام إلى روسيا "مريب للغاية" و"غير مشروع". وقال أردوغان إن تركيا مستعدة لمساعدة مجموعة الاتصال الدولية نظرا لعلاقاتها الوثيقة مع أوكرانياوروسيا، فضلا عن علاقتها الخاصة واتصالاتها مع تتار القرم. وأعلن المتحدث باسم المستشارة الألمانية في بيان أن ميركل أجرت اتصالا هاتفيا الأحد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وأبلغته أن الاستفتاء المقرر في القرم "غير شرعي ويتنافى مع الدستور الأوكراني والقانون الدولي". قوات "شرعية بدوره، اعتبر الرئيس الروسي خلال المحادثات الهاتفية مع ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا "شرعية"، وفق ما أعلن الكرملين، الأحد. وقال الكرملين في بيان إنه خلال هذه المحادثات شدد بوتن "خصوصا على أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الشرعية في القرم تستند إلى معايير القانون الدولي وتهدف إلى حماية المصالح المشروعة لسكان شبه الجزيرة". وأضاف أن "الرئيس الروسي لفت أيضا انتباه محاوريه إلى عدم قيام السلطات الحالية في كييف بأي خطوة للحد من أنشطة القوميين المتشددين والقوات المتطرفة في العاصمة ومناطق عدة".