وافق وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم في الكويت الأحد على مشروع قرار سيتم رفعه للقمة العربية الثلاثاء المقبل لإقراره، يتضمن ترحيب القادة العرب باستضافة مصر للقمة العربية في دورتها ال26 في مارس/آذار 2015. وقال مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية عزيز الديحاني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) ان الدول العربية "وافقت على مشروع القرار بناء على رغبة وزير خارجية مصر نبيل فهمي خلال الاجتماع باستضافة القمة العربية المقبلة في القاهرة ووفقا للترتيب الهجائي للدول في الجامعة". وكانت اخر قمة استضافتها القاهرة في العام 2000 وهي القمة التي اقرت الية الانعقاد الدوري للقمة العربية . وكانت الكويت تسلمت رسمياً في وقت سابق اليوم، رئاسة القمة العربية من دولة قطر، وذلك خلال الجلسة الإفتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الخامسة والعشرين. وترأس النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الاجتماع التحضيري للقمة العربية العادية ال25 التي تستضيفها الكويت لأول مرة الثلاثاء المقبل، بعد تسلمها من وزير الخارجية القطري خالد العطية الذي ترأست بلاده القمة العربية ال24. واختتم وزراء الخارجية العرب اجتماعهم التحضيري للقمة العربية، وذلك بعد كلمات افتتاحية من وزير الخارجية القطري، دعا فيها إلى إصدار قرار يفرض وقف إطلاق النار بسوريا وإلزام النظام بدء عملية انتقال سياسي، بينما دعا رئيس الحكومة الكويتية إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية بسوريا. وكان الاجتماع قد بدأ بكلمة لوزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، أكد فيها أن إحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط "لن يتحقق إلا بعد إيجاد حل عادلا ودائم يلبي كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،" متهما الحكومة الإسرائيلية بالتعنت بمواجهة مبادرات الحل. وحول الأزمة السورية قال العطية إن الوضع "بات أكثر تعقيدا بعد مضي ثلاثة أعوام من القتل والدمار المستمر" داعيا إلى حث مجلس الأمن على تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية "وفق الآليات المتاحة له بمقتضى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لفرض وقف إطلاق النار بقرار ملزم." ورأى أن تلك الطريقة هي "السبيل الوحيد الآن لإنهاء عمليات القتل والتدمير التي يرتكبها النظام السوري ضد السوريين والبدء في عملية انتقال سياسي." من جانبه، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في الكلمة التي ألقاها معلنا تسلم رئاسة الجلسة، أن الأزمة في سوريا "دخلت عامها الرابع ومازال الجرح النازف يهدر دما وما زالت آلة القتل والدمار تنهش بأنيابها البشعة جسد الشعب والدولة السورية بكل وحشية وهمجية" على حد تعبيره. ودعا الصباح إلى ضرورة "محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب الجرائم وانتهاكات القانون الدولي" في سوريا، ليعلن بعد ذلك تحويل الجلسة إلى مغلقة. من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن القمة العربية الماضية التي عقدت في الدوحة قررت منح مقعد دمشق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إلا أن المعارضة لم تنجز حتى الآن الخطوات التنفيذية المطلوبة منها. وأشار العربي إلى أن ثمة مشاورات تجري مع الائتلاف السوري بشأن المسألة، ولكنه أكد أن المقعد السوري سيظل شاغرا في قمة الكويت. يشار إلى أن الاجتماعات التمهيدية التي جرت على مستوى المندوبين العرب فشلت في التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، وتم رفعه إلى الوزراء الذين أخفقوا بدورهم في ذلك. وفي ما يتعلق بالتطورات السياسية في الشأن السوري، قال نبيل العربي إن المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي سيلقي بيانا حول الجهود الدولية والعربية المبذولة في هذا الشأن. وطالب العربي باتخاذ قرارات تسهم في تنفيذ بيان مؤتمر جنيف1 الصادر في نهاية يونيو/حزيران 2012 بشأن تشكيل هيئة حاكمة انتقالية. وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، فقد بحث الوزراء خلال اجتماعهم التحضيري للقمة المقرر الثلاثاء المقبل العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية أبرزها الأزمة السورية، و"الأوضاع في ليبيا واليمن تأكيد سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث." وذلك إلى جانب "قضايا مكافحة الإرهاب الدولي ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي وجهود إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط." كما وافق المجلس على إدراج قضية اللاجئين السوريين إلى لبنان بطلب من الحكومة اللبنانية. من جانبه، أكد وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار للجزيرة أن ملف اعتبار جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية" لن يطرح على طاولة القمة العربية. وقال وزير الإعلام الكويتي سلمان الصباح إن هناك قضايا عربية تحتاج إلى حلول سريعة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية، متمنيا أن تتوافر في قمة الكويت عناصر تساعدها على لمّ الشمل العربي في إطار روح التعاون الجماعي.