لن يجد اليهود أفضل من الظروف الحالية لتحقيق أكبر قدر من مراميهم في المسجد الأقصى، وبموجب ما يقررونه فإنهم على وشك الانتقال من مرحلة اقتحامه الى تقاسمه، وهذه ستكون قبل الأخيرة التي بموجبها سيتقرر هدمه وإقامة الهيكل مكانه. يصف مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى الأيام المقبلة بالصعبة جدا على المسجد الأقصى وكيف انتهت اللجان اليهودية من خططها لفرض التقاسم المكاني والزماني فيه مع المسلمين، وان الامر سيفرض بالقوة. ومقابل الفعل اليهودي العلني لا توجد أفعال مضادة جدية وحقيقية، والحال على ماهو عليه ستمر من خلاله مرحلة التقسيم وستكون أمرا واقعا، وآنذاك سيتكشف لم لا تتعامل الحكومة الاسرائيلية مع قرارات الولاية الهاشمية على المقدسات، وكيف انهم يرونها تتناقض مع يهودية الدولة ولكونها مرفوضة اساسا على حائط البراق. القدس بالنسبة لسلطة عباس مفاوضات من أجل عاصمة وليس اي مقدسات، وعربيا هي محتلة وليس في اليد حيلة من أجلها، والدول الاسلامية الاخرى بعيدة وليست من ضمن همومها، ولما تجمعهم قمة منظمة المؤتمر الاسلامي يتبارون كلاميا من أجلها وليس بأي عمل ابدا. وعليه فان اي فعل يهودي في الأقصى متاح الان اكثر من اي وقت مضى، والايام الصعبة القادمة أساسها نقله ليكون يهوديا وليس إسلاميا فقط. مشروعية أي حاكم تستمد من سعيه في حماية الأمة وحقوقها وصون كرامتها، وهي تسقط حكما ان عجز عن ذلك، ولو ان صلاح الدين ما استرد القدس لسقط عنه حق السلطان، ولكان آل لغيره من الايوبيين او سواهم. واليوم لا يشبه البارحة ابدا، فرغم كل الانتهاكات التي لا تتوقف لمقدسات المسلمين وتصيب صميم كرامتهم بالمهانة يصر سلاطين العصر على شرعيتهم؛ وكأنهم يستمدونها من عجز لم يعد معروفا على وجه الدقة إن هو بهم أم بمن يحكمونهم. وحتى ذلك الزمان الذي يجد من ينتصر فيه لكرامة الأمة فان للأقصى رب يحميه.