أصدر وزير الصحة السعودي المكلف عادل بن محمد فقيه، حزمة إجراءات تباعا على مدار الأيام الماضية، في محاولة لاحتواء فيروس كورونا، الذي يواصل انتشاره ، موديا بحياة 8 أشخاص أمس، وذلك في أكبر عدد يتم الإعلان عن وفاته في يوم واحد منذ ظهور الفيروس قبل نحو عامين. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن "بن فقيه ، أصدر، مساء الأحد، قراراً بتعيين مجلس طبي استشاري يضم نخبة من خبراء الرعاية الصحية والأطباء المتخصصين في الأمراض المعدية، وذلك ضمن خطة الوزارة التي تعمل على تنفيذها لاحتواء فيروس كورونا". يأتي هذا القرار بعد يوم من إعلان فقيه، السبت، عن تخصيص ثلاث مراكز طبية في كل من الرياض، وجدة، والمنطقة الشرقية، كمراكز متخصصة لمواجهة فيروس "كورونا" على مستوى المملكة، ضمن خطة الوزارة العاجلة لاحتواء الوضع الحالي بشأن "كورونا ". وهو القرار الذي استبقه الوزير بتعيين طارق أحمد مدني مستشاراً طبياً مستقلاً لوزارة الصحة، للمساعدة في "التصدي لكورونا يوم الخميس الماضي. وسيعمل المجلس الاستشاري الذي يضم 10 أعضاء ، تحت إشراف مدني، وسيتولى مهمة إعداد وتقديم التقارير والاستشارات الطبية للوزارة حول الوضع الصحي الراهن، فيما يخص فيروس كورونا، فضلاً عن متابعة وضع الحالات المصابة. وقال وزير الصحة المكلف :" إنه قد جرى اختيار أعضاء المجلس بناءً على خبراتهم السابقة في التعامل مع تحديات مماثلة تتعلق بالصحة العامة ، وستسهم استشاراتهم بلا شك في تعزيز قدرة الوزارة على فهم وتحليل طبيعة الفيروس وإعداد التقارير الطبية اللازمة عنه". وأضاف "مع استمرار جهودنا لتقصي الحقائق وجمع المعلومات ، فإننا نتطلع إلى أفكار وتوصيات المجلس بشأن الحد من انتشار الفيروس على مستوى المملكة والعالم". واعتبر فقيه أن هذا الأمر :" يعد خطوة مهمة في سبيل الحفاظ على سلامة المجتمع"، مؤكدا "التزامه التام نحو مواجهة تحديات الصحة العامة الناجمة عن فيروس كورونا في المملكة". تأتي هذه الإجراءات في الوقت الذي يواصل فيه الفيروس حصد أرواح ضحاياه وإصابة أشخاص جدد. وأعلنت وزارة الصحة السعودية، مساء الأحد، تسجيل 16 إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، توفى منهم 4 أحدهم رضيع، إضافة إلى وفاة 4 أشخاص سبق الإعلان عن إصابتهم بالفيروس، وذلك في أكبر عدد يتم الإعلان عن وفاته "خلال ال24 ساعة الماضية" منذ ظهور الفيروس قبل نحو عامين. وبإعلان الأحد، يرتفع عدد المصابين بالفيروس في السعودية منذ أول ظهور له في سبتمبر/ أيلول 2012 إلى 339 حتى الآن، من بينهم 177 خلال الشهر الجاري، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 102 حتى الآن من بينهم 38 خلال الشهر الجاري. وأصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الإثنين الماضي ، أمراً ملكياً يقضي بإعفاء وزير الصحة عبدالله الربيعة من منصبه، وتكليف المهندس فقيه وزير العمل بالقيام بعمله بالإضافة إلى مهامه. جاء قرار الإعفاء في وقت يزداد فيه انتشار فيروس "كورونا" في السعودية خلال شهر أبريل/ نيسان الجاري، مسجلاً أكبر عدد إصابات يتم تسجيله خلال شهر منذ ظهور الفيروس في السعودية في سبتمبر/ أيلول 2012. وبحسب إحصاء أعدته وكالة الأناضول، فقد تم تسجيل 198 حالة إصابة بكورونا في السعودية منذ مطلع العام الجاري، من بينهم 177 حالة خلال الشهر الجاري فقط (بينهم نحو 48 من العاملين في المجال الصحي)، فيما تم تسجيل 45 حالة وفاة بالفيروس منذ مطلع 2014 بينهم 38 خلال الشهر نفسه. وارتفع عدد المصابين بالفيروس الذي أعلن عن أول ظهور له بالسعودية منذ عامين، من 141 حالة في نهاية عام 2013 إلى 339 حتى الآن، فيما ارتفع عدد الوفيات من 57 حالة وفاة (نهاية 2013) إلى 102 حتى الآن. ويعد فيروس "كورونا"، أو ما يسمى الالتهاب الرئوي الحاد، أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدره هذا الفيروس ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاجه.