حالة من الجدل عاشتها الصحافة الجزائرية بعد تصريح نُسب الى المرشح الانقلابي عبد الفتاح السيسي في اجتماع له مع هيئة التدريس بالجامعات المصرية بأن الجيش المصري يستطيع اجتياح الجزائر في ثلاث أيام وهو ما أثار حالة من السخط والغضب في الأوساط الصحفية الجزائرية . بدأت المشكلة عندما نقلت أحد المواقع الاخبارية المصرية – وصفتها الصحافة الجزائرية بالمقربة من النظام المصري – تصريحاً لأحد اساتذة الجامعة الذي حضر إجتماع قائد الانقلاب مع هيئة التدريس بالجامعات المصرية قال فيه بأن السيسي قد تناول خلال اللقاء مشكلة ما يعرف " بالجيش المصري الحر في ليبيا " وبأنه قال " لن يكون من الصعب سحق هذا التنظيم " مضيفاً " بإنه إذا أُصيب أي مصري بأذى فإن الجيش المصري يستطيع اجتياح الجزائر في ثلاث أيّام وبأنه لن يتردد في ذلك " كما نشرت جريدة «الشروق» الجزائرية على موقعها الإلكتروني، الخميس، تصريحات نسبتها للمشير عبد الفتاح السيسي، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، عن الجزائر، أنه قال: «قادر على اجتياح الجزائر في ظرف 3 أيام فقط». وأضافت الجريدة أن «وسائل إعلام مصرية نقلت عن وفد من هيئة التدريس ب8 جامعات مصرية التقى السيسي، الخميس، تحذيره من أي عملية لما يسمى (الجيش المصري الحر) ضد قوات بلاده خاصة قرب الحدود الغربية مع ليبيا»، وأضافت أن «السيسي قال إن الجيش المصرى قوي.. قبل ما واحد يجرى له حاجة على الناحية الغربية يكون الجيش هناك، وده إنذار للجيش الحر، ولو حصل أي حاجه أنا ممكن أدخل الجزائر في 3 أيام لو واحد من أفراد الشعب جرى له حاجة»، حسب الجريدة الجزائرية. واعتبرت الشروق هذه التصريحات من المشير المصري الذي ترشح لخلافة الرئيس محمد مرسي بعد انقلابه عليه بمثابة إساءة للجزائر مهما كانت خلفياتها كونها تحمل عبارات استهزاء بدولة شعبا وسلطة وجيشا فضلا عن أن كل التحليلات تؤكد أنه الحاكم الفعلي لمصر حاليا. ويضاف هذا التصريح إلى سلسلة من الإساءات التي طالت الجزائر ورموزها خلال الأزمة الكروية سنتي 2009 2010، وإذا كان الجزائريون قد اعتبروا الأزمة منتهية بعد ثورة 25 يناير التي أنهت الحكم الفاسد للرئيس مبارك وحاشيته، فإن مثل هذا التصريح للمشير السيسي، الذي يعد أحد أبرز من يطلق عليهم ب "الفلول" المنتمين لعهد مبارك والمعروف بعلاقاته وارتباطه بإسرائيل والولاياتالمتحدة، لن يمر مرور الكرام. والمعروف عن السيسي، رغم ما يسوق له في وسائل الإعلام المصرية الموالية له من أن الولاياتالمتحدة تعارض سياسته الانقلابية، أنه ترأس جهاز المخابرات الحربية المصرية في سيناء لسنوات طويلة عمل فيها على التنسيق مع الاستخبارات الصهيونية، ولم يستطع حماية جيشه في سيناء ويقدم منذ انقلابه على الرئيس مرسي وتلوث يديه بدماء عشرات آلاف المصريين، خدمة جليلة لإسرائيل والولاياتالمتحدة بالتراجع عن مكتسبات ثورة 25 يناير وتشديد الحصار على قطاع غزة. تلك التصريحات كان لها تأثير بالغ السوء على الخطاب الصحفي الجزائري الموجه ضد السيسي والتي كان من بينها هجوم رئيس حركة مجتمع السلم " عبد الرزاق مقري " والذي وصف السيسي خلال ندوة للحركة " بالمتعاون مع اسرائيل " و " منفذ الانقلاب الدموي " كما كتب " سعد بو عقبة " الكاتب الجزائري مقالاً بجريدة الخبر بعنوان " يا السيسي مصمص فمك " قال فيه بأن ما يحدث في ليبيا وما يعرف " بالجيش المصري الحر " هو نتيجة " لخيبة مصرية بامتياز كما هي خيبة جزائرية " موضحاً بأن تصريحات السيسي تشبه تصريحات الرئيس السادات بعد حرب أكتوبر من قبيل الزهو بعد ما حققه في " معركة رابعة العدوية " ومقال آخر لنصر الدين قاسم بجريدة " الشروق " بعنوان " هذيان السيسي " ، والذي وصف فيه السيسي " بالمخبول الذي نفخ فيه الإعلام المصري ما جعله يصدق أنه "رسول" بُعِث من السماء لقيادة مصر " يقول قاسم وهذا تأكيد آخر على أن الرجل " مجنون" أو "مخبول" كما يقول المصريون… فما الذي يدفع المشير وهو وزير الدفاع، المرشح القوي الموعود برئاسة مصر رغم أنف الجميع، تماما كما دبّر انقلابا عسكريا ضد الرئيس الشرعي المنتخب رغم أنف الجميع… ليؤلب عليه دولة أخرى تؤيده في انقلابه ولو على استحياء، وهو يعاني من العزلة ما يعانيه داخليا وإقليميا… لقد أثبت السيسي في مختلف تدخلاته وتصريحاته، أنه رجل مسكون بجنون العظمة، نفخ فيه الإعلام المصري – الكاذب المضلّل – من أكاذيبه، ما جعله يصدق أنه "رسول" بُعِث من السماء لقيادة مصر، قيادة أوحيت إليه فرأى في المنام أنه فارس يمتطي جوادا ويحمل سيف الحق والدم… فصدّق الرؤيا ورآها تتجسد أمامه رأي العين، فراح "يتمرجل" على العالم كله.. وقد رأت أمريكا وإسرائيل في جنونه نعمة أخرى ستمكّنهما من تحييد مصر سنين أُخر، وتستعملانها أداة في المنطقة وحارسا أمينا لهما وعليهما… هذيان السيسي لا يُرد عليه، لكننا كنا نتمنى أن "يتمرجل" المشير على إسرائيل ولو للاستهلاك المحلي، حتى يبقى المريضة قلوبهم من المصريين يصدقون أنه بطل قومي، ولا يصدمهم بتصريح قد يوقظهم من سباتهم، ويبعد عن قلوبهم الغشاوة فيكتشفون أنهم كانوا في ضلال كبير.. سيجتهد الذين يُزينون للسيسي أفعاله في تكذيب الخبر أو محاولة إعطائه قراءة أخرى ومقاصد أخرى غير الذي تعنيه، فقد أبدعوا في التضليل والتعتيم، لكن لا يمكنهم أن يكذبوا إلى الأبد وقد بدأ المصريون يكتشفون كل شيء… وبعد اللغط الكبير الذي أثارته تصريحات السيسي وصفت الحملة الرسمية له، أن ما تردد فى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية من تصريحات منسوبة للمشير ضد الشعب الجزائرى الشقيق، كاذبة وتم تأويلها على نحو خاطئ.