قال الرئيس المؤقت، المستشار عدلي منصور، إنه كان يدير البلاد ولا يحكمها منذ توليه المسؤولية بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، محذرًا الرئيس الجديد المشير عبد الفتاح السيسي ممن وصفهم ب "جماعات المصالح". وفي خطاب وداع مسجل بثه التليفزيون المصري، عصر اليوم، وامتد لقرابة نصف ساعة، أضاف منصور: "أسلم مصر للرئيس الذي ائتمنه الشعب على المسؤولية بواقع جديد أفضل كثيرًا مما كانت عليه لدى تسلمي مهمتي في يوليو 2013″. وتحدث عن هذا الواقع الأفضل، موضحًا أن الدولة المصرية تستعيد حاليا "مكانتها اللائقة والمناسبة على الصعيد الدولي"، وأصبح لها دستورها ورئيسها المنتخب، وستجرى الانتخابات البرلمانية "في القريب العاجل". وتولى منصور قيادة البلاد بعد الإطاحة بمرسي في 3 يوليو 2013، وفق خارطة طريق انتقالية أعلنت بعد الإطاحة بأيام تتضمن تعديلات دستورية على دستور 2012 (أقرّت في استفتاء شعبي في يناير الماضي)، وانتخابات رئاسية فاز بها وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، وانتخابات برلمانية (تجرى في وقت لم يتحدد من العام الجاري). ونصح منصور في خطابه المشير السيسي بأن يحسن اختيار معاونيه الذين وصفهم بأنه "سنده في مواجهة مشاكل داخلية صعبة ووضع إقليمي مضطرب وواقع دولي لا يعرف إلا لغة المصالح". كما حذره مما أسماه ب"جماعات المصالح" (دون أن يحددها)، واصفا إياها بأنها "تود استغلال المناخ السياسي لطمس الحقائق وغسل السمعة وخلق عالم من الاستفادة الجشعة". وأوصي منصور السيسي بالحفاظ علي حقوق المرأة وحقوق الشعب المصري، مشيرا إلى أن حقوق المصريين "لا تقتصر فقط علي الحريات التي يجب أن تتعظم وإنما يتمد إلى ربطها بمفهوم التنمية والحقوق الاجتماعية". وحدد منصور مناطق الصعيد وسيناء والصحراء الغربية ومرسي مطروح ومثلث حلايب وشلاتين كمحاور هامة للتنمية التي ينتظرها المصريين. وخاطب الرئيس المؤقت عدلي منصور المصريين قائلا: "حرصت علي أن أكون رئيسا لمصر وللمصريين وكل المصريين لا أقبل تدخلا أو وصاية من أحد من داخلها أو خارجها". وثمن دور السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن وفلسطين في دعم مصر، محذرا ما أسماه ب"المعسكر الآخر"، الذي لم يذكر أسماء دوله، بأن مصر "باقية خالدة بهم أو بدونهم سواء كان معها أو عليها". وأوضح أنه كان يدير مصر وفق رغبة الشعب، قائلاً: "على الرغم من إدراكي لطبيعة المهمة التي اخترت توافقا معها ان أدير البلاد ولا أحكمها فقد آليت على نفسي ألا أخالف رغبة الشعب مادامت متوافقة مع صالح الوطن". وأمس الثلاثاء، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز عبدالفتاح السيسي برئاسة البلاد، بعد حصوله على 96.91% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي وأعلنت المحكمة الدستورية العليا (أعلى سلطة قضائية في مصر)، اليوم، أن "الرئيس الجديد، سيؤدي اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية، صباح الأحد المقبل، بحضور الرئيس المؤقت عدلي منصور، والحكومة".