♦كشفت مصادر مُطّلعة من المؤتمر الشعبي العام أن أمناء العموم المساعدين في حزب المؤتمر الشعبي العام ورؤساء الدوائر في الحزب عقدوا الخميس المنصرم اجتماعاً استثنائياً وذلك لمناقشة التطورات الراهنة التي تشهدها اليمن في إطار التسوية السياسية التي ترى قيادة المؤتمر الشعبي العام أن السلطة الحالية قد انحرفت بمسار التسوية السياسية. وأوضحت المصادر أن الاجتماع ناقش ما طرحه الرئيس/ عبدربه منصور هادي الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام, خلال لقائه سفراء الدول العشر, الذي حمَّل خلاله سلفه الرئيس صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام المسؤولية الكاملة والحصرية عن أزمات والمشاكل التي تشهدها ابتداءً بأزمة المشتقات النفطية ومروراَ باستهداف أنابيب النفط وأبراج الكهرباء وصولاً إلى الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة صنعاء يوم الأربعاء المنصرم. وذكرت المصادر أن الاجتماع ناقش مقترحاً تقدَّم به عددٌ من قيادات المؤتمر تضمَّن الإطاحة بالرئيس هادي من منصب أمين عام المؤتمر الشعبي العام وتعيين الدكتور/ أبو بكر القربي وزير الخارجية السابق أميناً للمؤتمر, مشيرة إلى أن هذا المقترح قوبل بموافقة شبه جماعية للاجتماع إلا أن قيادات أخرى فضَّلت عدم حسم هذا الموضوع إثر وساطة تبذلها بعض قيادات المؤتمر بين الرئيس هادي وسلفه صالح طلبت تأجيل الحسم في قضية إبعاد هادي من أمانة المؤتمر وتعيين القربي بدلاً منه ، كما دعا المجتمعون إلى اجتماع استثنائي للجنة العامة. وأقر الاجتماع تشكيل لجنة قانونية تُكلَّف برفع دعوى قضائية شخصية من قناة «اليمن اليوم» ضد الرئيس عبدربه منصور هادي وقائد وحدات الحرس الرئاسي؛ نتيجة قيام قوات من الحرس الرئاسية باقتحام القناة ومُصادرَة كل محتوياتها يوم الأربعاء المنصرم. إلى ذلك أكدت مصادر قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام أن جميع جهود الوساطة الهادفة لاحتواء تصاعد الخلاف والتوتر بين كلٍ من الرئيس/ عبد ربه منصور هادي، وسلفه رئيس المؤتمر الشعبي العام/ علي عبد الله صالح، قد باءت بالفشل ووصلت جميعها إلى طريق مسدود، خاصة بعد التصعيد الأخير الذي أقدم عليه الرئيس هادي حين وجه قائد حرسه ووزير الدفاع, الحرس الرئاسي باقتحام مسجد الصالح يوم أمس وفرض الحراسة عليه بحجة دواعي أمنية. المصادر ذاتها أكدت أنه بات لدى قيادات الشعبي العام قناعة بأن استمرار رئاسة علي عبد الله صالح للحزب أو إسناد مهمة رئاسة الحزب إلى الرئيس هادي ستؤدي إلى نتيجة محتومة وهي انهيار المؤتمر كحزب وتنظيم سياسي كبير، كون المؤتمر- في ظل ترؤس هادي أو صالح للحزب- سيجعله في حالة انقسام دائم بين رجلين، خاصة بعد أن وصل الخلاف إلى ذروته. وأشارت المصادر في تصريحات نشرتها صحيفة «أخبار اليوم» إلى أنه في ظل هذه القناعة لدى عدد من قيادات الشعبي العام ظهر على السطح مقترح تبنته بعض القيادات المؤتمرية تتضمن الإطاحة بكل من علي عبد الله صالح وعبد ربه منصور هادي وعبد الكريم الارياني من قيادة المؤتمر على أن يتم تشكيل قيادة مؤقتة مهمتها التحضير لانعقاد المؤتمر العام الثامن كي يتسنى للمؤتمر الشعبي العام اختيار قيادة جديدة للحزب بعيداً عن صالح وهادي والارياني.. على أن يقر المؤتمر العام الثامن تعديل اللائحة الداخلية والنظام الداخلي للمؤتمر, سيما ما يتعلق بالمادة التي تنص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر الشعبي العام، بحيث يتم إلغاء هذه المادة من النظام الداخلي للحزب. وذكرت المصادر أن العديد من قيادات المؤتمر الشعبي العام باتت تدرس هذا المقترح كي يتم تجنيب المؤتمر أي انهيار والحفاظ عليه كتنظيم سياسي يضم الملايين من مؤيديه وكوادره. وتأتي هذه المعلومات في وقت أكدت مصادر مطلعة للصحيفة أن تصعيد الرئيس هادي مؤخراً ضد صالح يأتي في إطار سعي هادي للانقلاب على صالح من داخل المؤتمر الشعبي العام ليتمكن من إزاحته من رئاسة الحزب مستخدماً أدوات الدولة في ذلك.