أقيم صباح اليوم الأربعاء في صنعاء عرض عسكري وحفل خطابي بمناسبة الذكرى الخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962، وتخرج الدفعة 47 من الكلية الحربية والدفعة 29 من كلية الطيران والدفاع الجوي، والدورة العاشرة طيارين. وأكد رئيس حكومة الوفاق الوطني في كلمته على ضرورة النأي بالجيش اليمني عن الانغماس في الصراعات السياسية الداخلية، وقال «الوطن معافى لا يدار إلا بالقانون وبالسياسة وبالحوار وليس بأدوات القوة والبطش». وبحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، شدد باسندوة على أهمية توحيد وحدات الجيش وإخضاعها لسلطة وزارة الدفاع، وتوحيد قيادة الأجهزة الأمنية تحت سلطة وزارة الداخلية، و«الالتزام الصارم» بقرارات الرئيس عبدربه منصور هادي، والعمل على تهيئة الظروف والشروط الضرورية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة كافة الأطراف دون استثناء. وقال إن حكومة الوفاق «بعد هذه الأشهر من المعاناة والعمل المثابر قد حظيت بفضل من الله بقدر مهم من التوفيق في مواجهة الموروثات والعوائق الطبيعية والمفتعلة»، مؤكداً أن الحكومة «لا تزال تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والمثابرة بهدف الوصول بالبلاد إلى بر الأمان». وحضر إلى جانب باسندوة، رئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبدالرحمن عثمان ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور علي ناصر سالم ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول. وتحدث باسندوة في كلمته عن ثورة 26 سبتمبر 1962، قائلاً «حسب هذه الثورة فخراً أنها كانت بمثابة بارقة أمل في سماء الوطن العربي في وقت كانت فيه أمتنا لا تزال تجتر تداعيات وآثار انتكاسة الوحدة بين مصر وسوريا». واعتبر أن الثورة كانت «بدء مرحلة هامة لإعادة بعث اليمن الجديد أرضاً وإنساناً من تحت أنقاض عهود التخلف والجهل والحرمان». وأشار باسندوة إلى أن التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة كانت بمثابة «خيار واقعي وآمن استطاع ان يجمع بين مصلحة الوطن في منع الفوضى الشاملة وبين إنجاز مهمة التغيير». وأشاد بالنجاحات التي حققتها لجنة الشؤون العسكرية والأمنية، وقال «إنها أنجزت خطوات مهمة حتى الآن في استعادة الامن والاستقرار وتحقيق خطوات ملموسة ذات أبعاد وطنية استراتيجية في نزع فتيل التوترات العسكرية والأمنية وإزالة مظاهرها في مختلف المناطق». وهنأ الخريجين بنجاحهم وحصولهم على شهادات التخرج، وقال «ها أنتم اليوم تستعدون للانتقال من مقاعد الدراسة إلى ميادين العمل ولا شك أن هذا يمثل انعطافاً نوعياً في مسيرة حياتكم لكن حياتكم القادمة لا يمكن أن تستقيم دون أن تحددوا لها رسالة وطنية كما لا يمكن أن تكون هذه الحياة ذات معنى ما لم تكن رسالتها نبيلة». ودعا الخريجين إلى أن يبذلوا جهودهم لاستعادة الروح النضالية لجيش سبتمبر وأكتوبر وأن يتحلوا بالقيم الوطنية والانسانية الرفيعة التي تحصنهم من الانجراف وراء غرور القوة وتحول بينهم وبين الانزلاق إلى مثالب الاستخدام الخاطئ للسلاح. من جانبه، أشار رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول إلى ما ستمثله «الدفع المتخرجة والدماء الجديدة والشابة والمؤهلة في مختلف التخصصات العلمية العسكرية من روافد نوعية وحقيقية لقواتنا المسلحة في مواكبة مسارات البناء العسكري النوعي الحديث»، وقال «إن القوات المسلحة مؤسسة وطنية انصهر في بوتقتها أشرف وأنبل أبناء الوطن والذين كانوا دوماً في طليعة شعبنا منذ قيام الثورة وحتى يومنا هذا». وأكد ان الجيش والأجهزة الأمنية «ستبقى دوماً وأكثر من أي وقت مضى حصن الوطن المنيع وذراع الشعب الفولاذية لضرب كل من يحاول النيل من مكاسب وأهداف الثورة ومن يحاولون عبثاً وقف عجلة التغيير والسير إلى الأمام». وأشار إلى ما عاشته اليمن العام الماضي من «ظروف وأوضاع عصيبة»، قال إنها «وضعت اليمن على حافة الهاوية لتأتي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة كحل ومخرج آمن للوطن والشعب». فيما عبرت كلمة الخريجين عن الفخر والاعتزاز بالنجاحات المحققة وبالجهود الوطنية المخلصة التي يبذلها الرئيس هادي «ومواقفه الوطنية في التعاطي مع التعقيدات والتحديات والمخاطر في سبيل الانتقال إلى اليمن الجديد الملبي لطموحات وآمال الشعب اليمني». وجددت كلمة الخريجين العهد «بأن منتسبي الدفع المتخرجة سيكونون جنوداً أشداء مخلصين للذود عن الوطن منتصرين لإرادة الشعب محافظين على أمنه واستقراره». وتخلل الحفل عرضاً عسكري مهيباً قدمه الخريجون، ولوحات أطّروا من خلالها قدرتهم العالية في الانتقال من تشكيل لآخر بدقة، ورسموا من خلالها لوحة فنية تجسد ذكرى الثورة اليمنية، في حين قدم فرسان الكلية استعراضات عديدة في التقاط الأوتاد بمهارة ودقة عالية. كما تم تسليم واستلام القيادة بين الدفع المتخرجة والدفع المتقدمة وإعلان النتائج العامة وقراءة قرارات الترقية للخريجين إلى رتبة الملازم ثاني في الجيش، وأداء القسم العسكري. كما قام رئيس الوزراء بتقليد الطيارين وينج الطيران. وفي نهاية الحفل قام باسندوة ومعه وزير الدفاع ورئيس الأركان بتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية على أوائل الخريجين لتعزف الموسيقى بعد ذلك السلام الجمهوري وإنهاء فعاليات الاحتفال.