قال عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات، إن خطاب زعيم الحوثيين مساء أمس يعد مؤشرا عن قرار اتخذ من جماعته لإسقاط الدولة من خلال حصار العاصمة والمظاهرات المسلحة. وأكد عبدالسلام في تصريحات ل «الخبر» أن قرار عبد الملك الحوثي وجماعته، قراراً خطيراً يحتاج الكثير من التفكير، لأن أقل كلفة له هو استدعاء القاعدة وجماعات جهادية وقتالية متطرفة إلى صنعاء، مشيراً إلى أن اتخاذ القرار بهذه السهولة يجعلنا أمام احتمالات متعددة . وأوضح أن من ضمن تلك الاحتمالات هو «إما أن لدى الحوثي دراسة حقيقية عن الميدان، وعن ضعف الدولة، ولديه تنسيقات مع كيانات سياسية وشخصيات عسكرية في الدولة ، وجهات دولية جعلته يرى ان اللحظة الفارقة للسيطرة متاحة الآن». الاحتمال الثاني، كما يرى عبدالسلام، أن يكون بسبب الانتصارات في عمران واستغلال الجرعة التي يراها الحوثي فرصة لاستكمال الانتصار من خلال كسب جماهيري وإنزال الخوف بالدولة والخصوم تمهيدا لإسقاط الدولة، أو على الأقل الحصول على مكاسب سياسية. وأشار إلى أن الاحتمال الثالث لاتخاذ قرار الحوثي دخول صنعاء قد اتخذ إقليميا، فترى إيران أنها فرصة لاستعادة توازناتها الذي اختل مؤخرا. وحول الاحتمال الأخير قال رئيس مركز أبعاد إنه «قد يكون من أسوأ الاحتمالات على الحوثي في حال اتخذ قرار إسقاط صنعاء نتيجة وقوع الجماعة في غرور انتصاراتها أو في مكيدة اقليمية ودولية، ولم تأخذ احتمالات بأن هذه الخطوة قد تغير مسارات وتحالفات وسيناريوهات لا أحد يتنبأ بها». وتوقع عبدالسلام محمد ثلاثة سيناريوهات في حال تنفيذ الحوثيين لقرار إسقاط العاصمة، وقال إن السيناريو الاول يتمثل في سقوط العاصمة ولكن لا يسيطر الحوثي لأن البلد ستذهب للفوضى. ويرى أن السيناريو الثاني يتمثل في قبول الدولة بتنازلات وإشراك الحوثي في الحكم بنصيب معتبر مع استمرار سيطرته على عمران وصعدة، وربما يضيف حجة والجوف ويتمدد جنوبا إلى ذمار واب وتعز وغربا للحديدة ومضيق باب المندب. وعن السيناريو الثالث أضاف عبد السلام محمد : «قد تصحو الدولة وتتخذ خطوات جريئة مع المجتمع الدولي ضد الحركة الحوثية .مخرجات الحوار الوطني سقطت بسقوط مدن ومعسكرات». وأردف رئيس أبعاد: «إذا كان عبد الملك الحوثي حريص على هذه المخرجات فعليه إعادة الأوضاع الى ما قبل سقوط عمران، وعليه البدء بتنفيذ تسليم السلاح الثقيل وحل جماعته المسلحة وتشكيل جماعة سياسية وإتاحة الفرصة للدولة لبسط سيادتها على صعدة وبقية المناطق التي دخلها بقوة السلاح وهي مطالب وردت في حوالي نصف بنود المخرجات… ويتفضل يخوض انتخابات ويحكم»، مستدركاً: «أما المبررات والتهديد للدولة بالعصا التي في يد الحوثيين، ستشجع الجميع لحملها في حال نجحت مغامرة اسقاط صنعاء او حتى الحصول على ثمار سياسية».