لا تزال الاشتباكات مستمرة بين جماعة الحوثي المسلحة وقوات الجيش في محيط مبنى التلفزيون وجامعة الإيمان شمال العاصمة صنعاء. وقال شهود عيان إن اشتباكات ومواجهات تجري حاليا في مناطق متفرقة من شارع المطار وشارع عمران بين مسلحيين حوثيين وقوات الجيش. وأكدت مصادر أمنية يمنية، أن جماعة الحوثي تحضّر لشنّ هجوم جديد شمال صنعاء، يستهدف السيطرة على مبنى التلفزيون اليمني، ومواقع استراتيجية محيطة به لتأمين إعلان الانقلاب العسكري على الرئيس عبد ربه منصور هادي. وبعد أن وصلت المباحثات بين الحوثيين والسلطات اليمنية بوساطة المبعوث الأممي جمال بن عمر، إلى طريق مسدود دونما أي تقدم، ارتفع سقف المطالب الحوثية التي تجاوزت "تعيين حكومة جديدة وتخفيض أسعار المحروقات" لتصل حد اسقاط نظام الحكم بالقوة، وفقا ل «إرم». ويرى مراقبون للشأن اليمني أن جماعة الحوثي تطبق مخططا إيرانيا في المنطقة، كما انها تتبع سياسة متوافقة مع الطريقة الإيرانية في التفاوض الدولي، فالحوثيون يستغلون الوقت في الحديث عن مفاوضات في صعدة، بينما يخططون لعمل عسكري على الأرض، بانت ملامحه أمس الخميس. ويؤكد المراقبون أن الوضع قريب من الانفجار، في ظل التعنت الحوثي المدعوم من إيران، وارتفاع سقف المطالب، التي تأخذ طابعا إقليميا خلف الكواليس. ويستخدم الحوثيون أسلوبا فظّا لبدء الاشتباكات في صنعاء، حيث يطالب المسلحون الحوثيون الأهالي في بعض المناطق بمغادرة منازلهم بحجة أنها تعود إلى "أملاك بيت مال المسلمين"، التي تمت مصادرتها عقب ثورة 26 من سبتمبر 1962. ويحاول الحوثيون المنتشرون في صنعاء إثارة التوتر، والاشتباك مع الأهلي، كما حدث في قرية القابل شمال غرب صنعاء الثلاثاء الماضي، حيث طالب الحوثيون سكان المنازل القريبة من المعلم التاريخي "دار الحجر" بمغادرة منازلهم، ما تسبب باندلاع اشتباكات دامية بين رجال القبائل والحوثيين ذهب ضحيتها 22 شخصا. وفي هذه الأثناء، يعد الجيش اليمني خطة لردع أي محاولة جديدة للحوثيين لاقتحام العاصمة، أو محاولة احتلال مبنى التلفزيون اليمني أو استهداف المطار، الذي بات هدفا رئيسيا لمسلحي الحوثي. وأكدت مصادر أمنية، أن قوى الجيش مدعومة بمسلحي القبائل، أعادت انتشارها في العاصمة، تأهبا لأي طارئ، مشيرة إلى أن ما تكبده الحوثيون من خسائر بالأرواح أمس، يؤكد أن الجيش اليمني يملك زمام الأمور ويستطيع ردع أي تصعيد من قبل المسلحين الحوثيين.