ألقى الناشط والمفكر الأمريكي اليهودي نعوم تشومسكي محاضرة في قطاع غزة رغم مواصلة إسرائيل لحصاره، وذلك بمناسبة زيارته الأولى للقطاع على رأس وفد يضم عشرة مفكرين غربيين، للمشاركة في مؤتمر علمي حول اللغويات والأدب تنظمه الجامعة الإسلامية في غزة. وأشاد تشومسكي في محاضرة بافتتاح المؤتمر تحت عنوان "الثورات العربية ومستقبل السياسة الأميركية في المنطقة" بالربيع العربي، وقال إنه أرعب حلفاء الولاياتالمتحدة، محذرا من أن القوى الغربية تعده تهديدا لسيطرتها وهيمنتها على أنظمة عربية كان وجودها يخدم استغلال الغرب لمواردها. واعتبر تشومسكي أن تحسن الأوضاع في فلسطين والمنطقة رهن لما ما ستؤول إليه الأوضاع في مصر بعد الثورة، باعتبارها المحور الأهم، وقال إن الرئيس محمد مرسي ربما يتمكن من استعادة دور مصر التقليدي في العالم العربي، مما يحدث تغيرا هاما في الوضع الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة والمنطقة. وانتقد تشومسكي استمرار الانقسام الفلسطيني والصدع الشديد بين حركتي فتح وحماس، وأوضح أن استمرار الانقسام يعود بفائدة كبيرة على الدول الغربية ومصالحها، ودعا للتخلص منه لتجاوز هذه الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. وأكد المفكر العالمي الأميركي أن التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وصل إلى مستوى كبير مقارنة بما كان عليه في السابق، مشيرا إلى أن الدعم الدولي بدأ يتعاظم بقوة رغم كل التضييق والتهديد. ولفت إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة قلبت الموازين وأسهمت بشكل كبير في تغيير الصورة في العالم حول طبيعة ما يجري على الأرض، وهو ما عزز مفاهيم التضامن وحركات الدعم للشعب الفلسطيني، الذي تتعزز قوته يوما بعد يوم. وعبر تشومسكي بدوره عن سعادته بزيارة غزة التي منع منها عدة مرات في السابق، وقال إن "الحصار عمل إجرامي، وكأميركي أحمل الولاياتالمتحدةالأمريكية المسؤولية عن هذا العمل الإجرامي".