شيع المئات من مواطني ميت غمر بالدقهلية شمال مصر، الدكتور طارق الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس، المنتمي لجماعة الإخوان، الخميس، إلى مثواه الأخير، بعد إصابته بنزيف حاد، داخل سجن طرة، نقل على إثرها إلى معهد الكبد في شبين الكوم بالمنوفية. والغندور، معتقل سياسي وطبيب مصري، وأستاذ أمراض جلدية وتناسلية في كلية الطب جامعة عين شمس، وأحد أطباء المستشفى الميداني في ميدان التحرير الذي اعتقل من منزله في ديسمبر/كانون الأول 2013، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات، وقامت قوات الإنقلاب بتدبير حادثة سرقة سيارته وبها مبلغ كبير كان سيجري به عملية نقل فص كبد، ورغم المناشدات الكثيرة للإفراج عنه لتأخر حالته الصحية و تكرار النزيف إلا أن الذين سرقوا الأموال التي خصصها لزراعة كبد أصروا علي حبسه خوفا من فضح أمرهم أو المطالبة بأمواله ليموت أستاّذ الجلدية متأثرا بمرضه بعد نزف شديد استمر اكثر من 6 ساعات بدون اسعاف وهو مازال قيد الاعتقال، أطلق سراحه جثة هامدة ليتسلمها أهله لدفنها. المرصد المصري للحقوق والحريات، من جانبه، طالب بفتح تحقيق عاجل في واقعة وفاة الغندور، معربا في بيان له صدر الأربعاء، عن ما وصفه ب"انزعاجه الشديد لعمليات القتل الممنهج داخل السجون ومقرات الاحتجاز في مصر، والتي أدت لمقتل العشرات من المسجونين والمحبوسين احتياطيا". وأكد المرصد أن الغندور، كان يعاني من سوء رعاية صحية وإهمال طبي متعمد من جانب إدارة السجن، مما أدى لتدهور حالته الصحية منذ ثلاثة أشهر دون أن يتحرك أحد من المسؤولين، وأنه تم تقديم العديد من الطلبات لإخلاء سبيله لسوء حالته الصحية، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل. وتعنتت إدارة سجن شبين الكوم في نقله إلى معهد الكبد مما أدى إلى تدهور حالته الصحية، ولم تستجب إدارة السجن إلى ذلك إلا بعد ثلاثة أيام من استغاثته، ولكن بعد فوات الأوان فما لبث أن دخل المعهد إلا ووافته المنية في الحال". وأشار المرصد في بيانه إلى أن ما يحدث بحق المعتقلين السياسيين وخاصة المرضى منهم، من تعنت شديد وإهمال طبي وسوء معاملة، مخالف لكافة الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والدستور المصري، التي نصت جميعها على احترام حقوق الإنسان، وعدم تعرضه للتعذيب أو المعاملة الحاطة بالكرامة أو اللاإنسانية، وتوفير الرعاية الصحية داخل السجون. واعتبر المرصد أن ما حدث مع الغندور، وغيره من المعتقلين، ما هو إلا دليل واضح على "منهجية الموت البطيء داخل السجون المصرية، وأنها أصبحت سياسة متعبة، ليست حالات فردية". وطالب المرصد، نقابة الأطباء المصرية، بالوقوف على مسؤوليتها مما يحدث من إهمال طبي متعمد في السجون ومقار الاحتجاز، واتخاذ موقف حاسم تجاه الانتهاكات. نبذة عن الغندور : الأستاذ الدكتور "طارق الغندور" العالم المصري المعروف وأستاذ الجلدية بكلية الطب جامعة عين شمس. أشرف على أكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراه وبحث علمي. له العديد من المؤلفات في مجال الامراض الجلدية والعقم. يحفظ القران الكريم وحاصل على العديد من الدرجات العلمية في الدراسات الاسلامية.