عاد المواطن شاهر عبدالولي السروري إلى أسرته بعد اختفاء دام 41 عاماً. وكان شاهر عبدالولي من المخفيين قسراً منذ سبعينيات القرن الماضي، وتحديداً منذ عام 1974. وبحسب رواية أحد أقرباء عبدالولي فقد تم اعتقاله وترحيله إلى إحدى الجزر، ولم يسمح لأحد بالتواصل معه، ولم يعرف أحد مصيره حتى عاد قبل أيام. وكتب عمر الغوري أحد أقرباء المخفي قسرا شاهر عبدالولي في صفحته على فيسبوك تفاصيل ما حدث، وتحدث عن حالة من الذهول أصابت أقاربه في حادثة أصبحت اليوم حديث البلد لم يكن أحد منا يصدقه. وقال الغوري: «لطالما سمعت كبار السن عندما كنت صغيرا وهم يقولون لي انت تشبه خالك شاهر الله يرحمه (على اعتبار انه توفي) ،، اليوم وبعد 41 عام من الإعتقال والإختفاء القسري في غياهب السجون الحربية التي يقال أنها في جزيرة من الجزر اليمنية عاد شاهر عبدالولي السروري إلى أهله في قرية الجُند في مديرية الشمايتين بتعز». شاهر عبدالولي السروري تخرج عام 1967م من الكلية الحربية بصنعاء، وشارك في فك الحصار عن صنعاء، وبعد الأحداث العاصفة التي مرت بها اليمن آنذاك سافر إلى عدن ومكث هناك فترة من الزمن، ثم اختفى فجأة في عام 1974م لظروف سياسية حيث تم اعتقاله وترحيله إلى إحدى الجزر اليمنية طيلة فترة الاختفاء، واليوم يظهر و عليه آثار الإجهاد الشديد و بنفسية منهارة جدا. ويضيف الغوري قائلاً: «أمي التي زارته وهي في ذهول تقول لي : خالك لا يستطيع الكلام جيدا ولا تخرج منه الكلمة إلا بجهد كبير، فعندما دخلت عليه في غرفته لأتأكد هل هذا شاهر أخي الذي غاب عنا أكثر من اربعين عاما أم ليس هو، قالت دخلت اليه ومعي أخي الصغير (أمين) و لما دخلنا قال أخي أمين يا شاهر هذه أختك فلانه (إسم أمي) هنا أتت لتراك ، تقول أمي بمجرد أن سمع إسمي انتفض ووقف متسمرا ينظر إلي ويمعن النظر وهو لا يتحرك ، وكذلك كان الحال مع أمي لفترة من الزمن يسود فيه صمت رهيب». وأردف: «يا ترى كم حالة تشابه حالة خالي هذا الذي كافأه وطننا الحبيب بالإخفاء القسري لمواقفه السياسية ومشاركاته العسكرية في ذاك الزمان». وأشار إلى أن أهالي الرجل يبدون تخوفهم من أن يكون هدفا لجماعات لا تريد لمثل هؤلاء سوى الموت، خصوصا انه لا أحد يعلم سبب ظهوره في هذه الفترة ومن الذي سمح له بالخروج من معتقله وهو يحمل روحه بين جنبيه والكل يعلم أن مثل هذه الشخصية عادة ما يراد لها الموت. ويطالب أهالي شاهر عبدالولي السروري الجهات المختصة بتوضيح سبب سجنه واخفاءه قسريا كل هذه الفترة كما يطالبون بحمايته من أي محاولة إيذاء قد تمسه. وختم حديثه بالقول: «بلاغ عن حالة اختفاء قسري إلى معالي الأخ وزير حقوق الإنسان الأستاذ / عزالدين الأصبحي».