نفى الرئيس السابق علي عبدالله صالح, وجود خلاف بينه وبين الرئيس عبدربه منصور هادي، إلا أنه أكد أن «هادي مختلف مع نفسه ومشكلته الوحيدة أني لا زلت على قيد الحياة». وكشف صالح، في حوار أجراه معه رئيس تحرير صحيفة «الوطن» المصرية ومقدم برنامج «لازم نفهم» على قناة «CBC Extra» ليلة أمس، كشف عن طلب هادي منه التعهد بترك رئاسة المؤتمر ، منوهاً بأنه رد عليه بأن يدخل الانتخابات وإن شاء الله يحصل على رئيس ونائب وأمين عام. وحول بقائه في اليمن حتى اليوم داخل منزله على خلاف رؤساء بقية دول الربيع العربي الذين إما قتلوا أو سجنوا أو هربوا أو تمت محاكمتهم قال الرئيس السابق: «بأي حق أقتل وأنا لم أقتل ولم أسحل ولم أسجن ولم أتمسك بالسلطة كما فعل غيري». وأوضح أنه مع التغيير ومؤمن بالتغيير وقد سلم الحكم، مضيفاً: «كنت أتلقى العلاج في أميركا وقت الثورة وأمرت بإتاحة الفرصة للشباب وإزالة صوري فورا من الهيئات الحكومية». واستدرك قائلا: «آمنت بالتغيير وباركته وقدمت المبادرة الخليجية كمخرج لليمن كي لا نغرق في بركة دماء». وقال: «لقد سئمت الحكم ولا أقبل العودة إليه مرة أخرى ولن أسمح لنجلي بذلك، والحديث عن توريث نجلي أحمد رئاسة اليمن كذبة روج لها الإخوان المسلمون». ودعا الرئيس السابق إلى سرعة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية في وقت واحد وقال: «قراءتي للمشهد اليمني تتلخص في البحث عن حلول والشروع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومحلية». وفي رده على سؤال حول موعد الانتخابات في اليمن، أجاب صالح: «ستجري الانتخابات متى رضيت أميركا وبريطانيا ودول الخليج لأن هؤلاء هم القاعدة الشعبية التي تقرر متى الانتخابات». وكشف الرئيس السابق عن معلومات جديدة تخص حادث النفق وقال: «تعرضت لمحاولة اغتيال عبر نفق أسفل منزلي.. والمتهمون في حوزة عبدالملك الحوثي». ونفى أي دور له في مساندة الحوثيين أو التدخل في الصراع السياسي باستثناء عمله التنظيمي في المؤتمر وقال: «ليس صحيحا أنني من يدير الصراع السياسي داخل اليمن, ولا أتعامل مع أي قيادات في الجيش ولا في السلطة وتعاملاتي الوحيدة داخل حزب المؤتمر فقط». ومضى صالح قائلاً: «تلقيت عرضا أميركيا عربيا لمغادرة اليمن فترة تتراوح من ثلاث إلى ستة أشهر, والولاياتالمتحدة الأميركية تريد أن أغادر اليمن بناء على طلب رسمي من الرئيس منصور هادي». وزاد: «اشترطت على الأميركيين سحب قرار مجلس الأمن وإلغاء قرارات منصور هادي بتجميد أرصدتي وأن أعود إلى اليمن بحريتي», مؤكداً أن الشعب اليمني لن يقبل بإهانة أي مواطن وسيرفض رحيله عن اليمن. وتابع قائلاً : «سيأتي اليوم الذي سيرد فيه الاعتبار لكل من تم إقصاؤه من قيادات اليمن, و ليس بيني وبين منصور هادي أي خلافات.. ومشكلة هادي الوحيدة أنني ما زلت على قيد الحياة». وكشف صالح أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى خلق قاعدة شعبية للرئيس هادي منصور.. لكن ذلك لن يأتي على حسابه, مضيفاً: «انسحبنا في حزب المؤتمر من الحكومة لعدم التزامها بوثيقة السلم والشراكة». وأردف: «اختيار أمين عام لحزب المؤتمر بديلاً لمنصور كان بسبب تفرغه للرئاسة وليس استبعادا, وهادي طلب مني الابتعاد عن رئاسة حزب المؤتمر وأقول له "يخرجها الله». واستدرك قائلاً: «رئيس الدولة هو من أدخل "انصار الله" إلى صنعاء لمواجهة الإخوان المسلمين, وأنا لست ضد الحوثيين لأنهم أصبحوا قوة سياسية في اليمن .. فلماذا أعاديهم؟». ولفت بالقول: «لا بد من اشتراك الحوثيين وكل القوى السياسية وفقا لوثيقة السلم والشراكة, وحاولت احتواء الحوثيين لقطع الطريق أمام التدخل الإيراني في الشأن اليمني .. وهذه ليست تهمة, واتهامي بالتحالف مع الحوثيين تصفية حسابات سياسية لا أكثر». واستدرك: «رئيس الدولة راض عن توغل الحوثيين للتخلص من الإخوان المسلمين وجماعة علي محسن وأولاد الأحمر». وقال إن «ثورات الربيع العربي أدوات لخلخلة الأمن وإشاعة الفوضى»، ملقبا الربيع العربي ب «الربيع الصهيوني». وحول مصر أفاد صالح بأن غياب الديمقراطية عن بعض الدول العربية أصاب الشباب بالإحباط، وأن مصر كانت مستهدفة قبل تونسواليمن، لكن الشعب المصري أجهض المخطط الصهيوني، وأكد للجميع أن مصر لن تتحمل جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها بالإرهابية لأكثر من عام. وأشار إلى أن الإخوان تلقوا دعما من الولاياتالمتحدة، وأرهبوا الشعب المصري لكنه ثار عليهم لينتصر للأمة العربية برمتها. ووصف مصر ب «المحظوظة»، لما تلقته من دعم عربي خليجي سخي على المستويين الاقتصادي والسياسي بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين. ونوه بأن المصريين شعروا بالأمان في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي خلافا لعهد الرئيس المعزول محمد مرسي حيث كانت أيادي المصريين على قلوبهم في عهده.