عندما اعتقد المشككون أن أفضل أيام النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أصبحت خلفه، قرر أسطورة برشلونة الإسباني أن يرد في أرضية الملعب بتحقيقه انجازين قياسيين في غضون أربعة أضافهما إلى سلسلة طويلة من الانجازات التي حققها خلال مسيرته الأسطورية. "عندما تخسر مباراتين على التوالي فالانتقادات تصب من كل حدب وصوب"، هذا ما قاله ميسي مؤخرا في تصريح لصحيفة "أولي" الأرجنتينية في إشارة منه إلى الهزيمتين اللتين مني بهما فريقه الكاتالوني أمام غريمه الأزلي ريال مدريد (1-3) وسلتا فيجو (صفر-1) في الدوري المحلي. بدا ميسي منزعجا بعض الشيء من موقف جمهور النادي الكاتالوني الذي انتقده ورفاقه بعد الخسارتين المتتاليتين، ملمحا في الوقت ذاته بان ناديه لا يدافع عنه بالشكل المطلوب. وقد وصل الأمر بميسي إلى التلميح بإمكانية الرحيل عن "كامب نو" بقوله انه يريد البقاء في برشلونة لكن "في بعض الأحيان الأمور لا تسير كما نشتهي". لكن أحدا لم يعد بإمكانه التشكيك بالنجم الأرجنتيني وقدرته على تقديم ما اعتاد عليه خلال الأعوام الماضية، إذ تمكن ابن روزاريو البالغ من العمر 27 عاما من إسكات منتقديه في أمسيتين ساحرتين تمكن خلالهما من تحطيم رقمين قياسيين تاريخيين، الأول تحقق السبت الماضي ضد اشبيلية حين سجل ثلاثية قاد من خلالها فريقه للفوز 5-1 والثاني أمس الثلاثاء حين دك شباك أبويل نيقوسيا القبرصي بالثلاثية الحادية والثلاثين في مسيرته الرائعة ليقود النادي الكاتالوني إلى الفوز 4-صفر. وأصبح ميسي أفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني بعد أن رفع رصيده إلى 253 هدفا، محطما رقما قياسيا عمره 59 عاما كأفضل هداف في تاريخ الليجا. وحطم ميسي بالتالي رقم تيلمو زارا لاعب اتلتيك بلباو السابق الذي سجل 251 هدفا مع الفريق الباسكي في 277 مباراة بين عامي 1940 و1955. وبعد أن عادل الشهر الحالي الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف (71) في دوري أبطال أوروبا المسجل باسم الإسباني راؤول جونزاليز، دون الأرجنتيني ميسي اسمه في تاريخ المسابقة العريقة بعد أن أصبح أفضل هداف لها بتسجيله ثلاثية في مرمى أبويل نيقوسيا أمس الثلاثاء. ولائحة الأرقام القياسية التي حققها ميسي طويلة جدا ومن بينها أول لاعب يسجل في مرمى جميع الفرق المشاركة في دوري محترفين، اكبر عدد أهداف خلال عام واحد (79)، أكثر لاعب يتوج بجائزة أفضل هداف في دوري أبطال أوروبا (4 مرات مشاركة مع الألماني جيرد مولر)، أول لاعب يتوج بجائزة أفضل هداف في المسابقة الأوروبية الأم في أربع مناسبات على التوالي، وأول لاعب يسجل 4 ثلاثيات في المسابقة ثم رفعها أمس الثلاثاء إلى خمس ثلاثيات. كما يملك ميسي الرقم القياسي لأكبر عدد أهداف مع فريق واحد (359)، واكبر عدد ثلاثيات "هاتريك" في موسم واحد ضمن الدوري الإسباني (8)، وأول لاعب يسجل 25 هدفا في خمسة مواسم متتالية في الدوري الإسباني (مشاركة مع كريستيانو رونالدو من 2009-2010 حتى 2013-2014)، وأفضل هداف في تاريخ مواجهات ال"كلاسيكو" بين برشلونة وريال مدريد (21 هدفا). أما على صعيد ناديه، فهو صاحب الرقم القياسي بعدد الأهداف في المباريات الرسمية (371) والأفضل في الدوري (253) ودوري أبطال أوروبا بالطبع (74) والمسابقات الأوروبية (75) والمسابقات الدولية (72)، وصاحب اكبر عدد ثلاثيات في مسابقات رسمية (26) وفي الدوري المحلي (19). أرقام قياسية صعب لميسي تحطيمها وتبقى أمام ميسي العديد من الأرقام القياسية التي من الصعب الوصول إليها، ومنها أفضل هداف في تاريخ الكأس المحلية إذ يملك 29 هدفا فقط في 44 مباراة مقابل 81 هدفا لزارا الذي توج باللقب 5 مرات، كما هناك رقمان "مستحيلان" عليه والمفارقة إنهما على صعيد منتخب بلاده الذي فشل في إحراز معه أي لقب باستثناء ذهبية أولمبياد بكين 2008. فمن المستبعد أن يتمكن من الوصول إلى الرقم القياسي لأكبر عدد أهداف في كوبا أمريكا كونه يملك هدفين فقط من مشاركتين مقابل 17 لمواطنه نوربرتو منديز والبرازيلي زيزينيو، أو إلى الرقم القياسي بعدد الأهداف في نهائيات كأس العالم إذ يملك أربعة أهداف فقط مقابل 16 للألماني ميروسلاف كلوزه. لكن بإمكانه على اقله أن يصبح أفضل هداف في تاريخ بلاده، اذ يملك الآن 45 هدفا في 97 مباراة مقابل 56 هدفا لجابرييل باتيستوتا في 78 مباراة.