أقر مدير الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الحرب "الإسرائيلية" عاموس جلعاد، أن "إسرائيل" هي التي تقف وراء الغارات التي شنت على محيط مطار دمشق ومنطقة "ديماس" في سوريا الأسبوع الماضي، في سابقة هي الأولى من نوعها. ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" عن جلعاد قوله: إن عدم قيام أحد بالرد على هذه الهجمات يدلل على أن "قوة الردع "الإسرائيلية" تعمل بشكل ممتاز". وألمح جلعاد إلى أن "حزب الله" امتنع عن الرد لإدراكه أن مثل هذا الرد ينطوي على مخاطرة كبيرة بالنسبة له ولدولة لبنان. من ناحية ثانية، قال وزير الحرب "الإسرائيلي" موشيه يعلون: إن الهدوء الذي تشهده الحدود مع كل من سورياولبنان هو "نتاج جهود كبيرة تبذل من وراء الستار"، مشيرًا إلى حكومته وجيشه يعملان على مدار الساعة لتأمين هذه الحدود. وخلال مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الثانية مساء أمس الجمعة، أعاد يعلون التأكيد على الخطوط الحمراء الثلاثة التي تفرض على "إسرائيل" التدخل عسكريًّا في سوريا، وهي: منع سوريا الحصول على سلاح غير تقليدي، وانطلاق عمليات من سوريا تمس "السيادة الإسرائيلية"، والسماح بتحول سوريا إلى محطة لنقل السلاح لأعداء "إسرائيل". واستدرك يعلون قائلًا: إن هناك تحديات إستراتيجية هائلة تواجه "إسرائيل" حاليًا على الحدود مع سوريا، دون أن يفصح عن طابع هذه التحديات. لكن ما تحفظ على ذكره يعلون، كشف عنه الجنرال هرتسي هليفي، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلي"، الذي أكد أن سيناريو الرعب الذي تخشاه "إسرائيل" أن تنشأ مواجهة محلية بين الجيش "الإسرائيلي" وإحدى الجماعات الجهادية على الأرض السورية. وخلال إفادة له أمام الكنيست الخميس الماضي، نوه هليفي إلى أن تفجير حدث محلي بين الجيش "الإسرائيلي" وإحدى المجموعات الجهادية العاملة في سوريا، سيما في هضبة الجولان، يمكن أن يفضي إلى مواجهة شاملة في وقت حساس وغير مريح ل"إسرائيل". وتمثل أقوال هليفي مناسبة لإعادة تقييم الشهادات التي قدمها عناصر القوات الدولية، الذين خدموا في الجولان وأفادوا بين لقاءات تعقد بين ثوار وجنود جيش الاحتلال. ويتضح من أقوال هليفي التي ألقيت أمام لجنة مساءلة برلمانية أن الجيش "الإسرائيلي" يرى في الجماعات الجهادية العاملة في الجولان أو بعضًا منها على الأقل، تحديًا عسكريًّا واستراتيجيًّا. ويذكر أنه سبق لألوف بن رئيس تحرير صحيفة "هاآرتس" أن كشف النقاب عن أن الولاياتالمتحدةوالأردن و"إسرائيل" بحثت خطة لإقامة منطقة حزام أمني في الجزء غير المحتل من هضبة الجولان، بحيث لا توجد فيه إلا قوات يتم تدريبها في الأردن، بحيث تعمل هذه القوات على عدم السماح باستهداف "إسرائيل" انطلاقًا من الجولان. وعلى الرغم مما ذكره ألوف بن، فإن التقديرات "الإسرائيلية" تؤكد أن هضبة الجولان تضم جماعات جهاية تمثل تهديدًا كبيرًا ل"إسرائيل"، ووفق هذه التقديرات، فإن الذي يحول دون توجه "الجهاديين"، الذين يعملون في هضبة الجولان لاستهداف "إسرائيل" حقيقة أنهم مصممون أولًا على إنجاز مهمة إسقاط النظام.