قالت صحيفة «الشارع» إن هناك أزمة تفجرت بين الرئيس عبد ربه منصور هادى وجماعة أنصار الله الحوثيين بعد قيام وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي بطرد مسلحي الجماعة من داخل مجمع العرضي (مقر وزارة الدفاع ) وتمكينه للعميد حسين خيران رئيس أركان الجيش اليمنى الجديد من دخول مكتبه بعد منعه من قبل الحوثيين لمدة 8 أيام من تسلم منصبه. وأوضحت الصحيفة، نقلًا عن مصادر عسكرية، أن خلافًا نشب بين جنود حراسة الوزارة ومسلحي الحوثيين بعد منع خيران من دخول مكتبه بالوزارة وهدد الحوثيون المتواجدون أمام الوزارة باقتحامها إذا دخل رئيس الأركان فتم الاتصال بوزير الدفاع الذي أمر بطرد مسلحي الحوثيين من داخل مقر الوزارة ومن الدائرة المالية التي كانوا يتواجدون بها منذ فترة لمراقبة عمليات الصرف المالي للوزارة وإدخال رئيس الاركان لمكتبه. وقد استدعى وزير الدفاع – حسب الصحيفة – كتيبة من قوات الحماية الرئاسية إلى وزارة الدفاع وأبلغ الحوثيين بضرورة مغادرة الوزارة وإلا سيستخدم القوة لطردهم وذلك طبقًا لأوامر رئيس الجمهورية. وأضافت المصادر إن «مسلحي الحوثيين غادروا مبنى الوزارة وذهب عدد من قيادات أنصار الله إلى الرئيس في منزله وجلسوا معه أكثر من ساعة وأكد لهم أنه لا يمكنه الصبر على ما يقوم به الحوثيون وأنه على مسلحيهم الخروج من صنعاء في خلال 48 ساعة وإلا فسوف يعلن استقالته للشعب ويتحمل الحوثيون مسئولية الأوضاع التي ستمضى إليها البلاد، كما أن أمريكا ودول الخليج يضغطون عليه لكى يصرح بأن الحوثيين يعرقلون الاتفاقيات ويهددون أمن واستقرار البلد وهو يرفض ذلك مما أدى إلى غضب السعودية ووقفها للمساعدات لليمن». وأشارت إلى أن الأزمة تصاعدت بين الرئيس والحوثيين بسبب منع مسلحيهم بمطار صنعاء مؤخرًا 4 رحلات من الإقلاع إلى عدن (جنوباليمن) يقولون إن على متنها كميات من الأموال تخص اللواء الهارب على محسن الأحمر وحميد الأحمر وللرئيس وابنه جلال – حسب ما نقلته الصحيفة – كما أن مسلحي الحوثيين الذين كانوا متواجدين في الدائرة المالية بوزارة الدفاع اكتشفوا السبت الماضي أن الرئيس هادى مازال يصرف بشكل سرى المخصصات المالية الخاصة باللواء الهارب وجميع المخصصات المالية لعائلة الأحمر رغم الاتفاق على وقف صرفها. وأضافت إن «الحوثيين اكتشفوا كذلك أنه تم سحب المبالغ المالية المتبقية من ميزانية وزارة الدفاع للعام الحالي وتم سحبها إلى رئاسة الجمهورية بأوامر من الرئيس لوزير الدفاع السابق وتقدر بنحو 29 مليار ريال». وأكدت مصادر الصحيفة أن العلاقات بين هادى والحوثيين وصلت إلى طريق مسدود بعد اكتشافهم وجود مخالفات مالية بوزارة الدفاع، وأكدوا له أنهم مستمرون ثورتهم ولن يخرجوا من صنعاء إلا بعد القضاء على الفساد، كما رفضوا عرضه بمنحهم وزارتي الداخلية والعدل والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وتجنيد 50 ألفًا منهم في قوات الجيش والأمن ليتمكنوا من محاربة الفساد وغادروا منزله دون التوصل لاتفاق وأبلغوا مسلحيهم المتواجدين أمام الوزارة بالانسحاب كي لا يصطدموا بوزير الدفاع. ويبدو أن هذه الخلافات هي التي أدت إلى شن زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي هجوما شديدا على الرئيس هادى في خطابه الليلة الماضية واتهمه ومسئولين كبار في الدولة بدعم وتمويل معسكرات تتبع تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة التي تم ضبطها في مديرية أرحب بصنعاء في الأسبوع الماضي من أموال الشعب. وقال الحوثي إن لجان الثورة تمكنت من منع تحويل مليارات الريالات كانت مخصصة لتلك المعسكرات المختلطة بين حزب الإصلاح "الإخوان المسلمون" وتنظيم القاعدة، مؤكدًا أن من وصفهم ب"التكفيريين في أرحب" كانوا يتلقون الدعم من خزينة الدولة ومعسكرهم هناك أقيم على مسمع ومرأى الدولة.