تواصل جماعة الحوثي المسلحة استغلال الأطفال وخاصة من الأسر الفقيرة لتجنيدهم ضمن مليشياتها. وقامت مليشيات الحوثي في عدد من مديريات محافظة تعز خلال الآونة الأخيرة باستقطاب عدد من الأطفال والشباب المغرر بهم من الأسر الفقيرة لتجنيدهم ضمن لجانها الشعبية مقابل دفع مائة ألف ريال لكل أسرة فقيرة في عدد من مديريات محافظة تعز وأبرزها مديرية شرعب السلام. وأصبحت بعض الأسر الفقيرة لصعوبة وضعها المعيشي تقوم بدفع بفلذة أكبادهم وراء جماعة لممارسة النهب والاقتحامات والاعتداءات على كل من يخالفها فكريا ودينيا مقابل حفنة قليلة من المال. ويقول هائل سعيد الحميدي -شيخ قبلي في مديرية شرعب السلام- ل «الخبر» إن جماعات محسوبة على الحركة الحوثية قامت بتجنيد الأطفال في مديرية شرعب السلام مقابل دفع تلك الجماعات 100 ألف ريال لكل أسرة، كما وعدتهم بتقاضي راتب 30 الف ريال شهريا لإعانتهم على ظروف الحياة . وأضاف الحميدي: «تلك الجماعات المسلحة لا تمتلك دين أو أخلاق بزج أطفال في مقتبل العمر في جبهاتهم القتالية وفي الآونة الأخيرة تزايدت أعداد المقاتلين في صفوف مليشيات جماعة الحوثي المسلحة من شريحة الأطفال، حيث يسقط في كل معركة من معارك الحوثي العشرات من الأطفال ما بين قتيل وجريح وكذلك أسير». وتقوم جماعة الحوثي بتضليل بعض الاسر بأن أبنائها يدرسون في مدارس ومعاهد صعدة، إلا أن الحقيقة أن الجماعة قد زجّت بهم في معارك طاحنة في مختلف الجبهات للقتال، وهو ما يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفولة، وجريمة يعاقب عليها القانون الدولي. وتتهم مصادر قيادات جماعة الحوثي باستخدام السحر للسيطرة على عقول الأطفال والشباب، وعدد كبير منهم يستخدمون حبوب الهلوسة، ومستعدين للانتحار من أجل زعيمهم وقضيتهم . ويتلقى الحوثيين دعما من إيران بأسلحة متطورة كالصواريخ المضادة للطائرات واصبحت الجماعة تتحكم بالقرار السياسي باليمن . يقول شيخ قبلي آخر في مخلاف شرعب السلام، فضل عدم ذكر اسمه،: «الكل يعلم منا ما يدور في اليمن الحبيب والتوسع الحوثي في المنطقة حتى وصلوا إلى السيطرة على مناطق عده وهم اليوم يسعون للسيطرة على الدولة دون ان نرى أي تحرك من الحكومة بل هناك دعم خفي على المستوى الدولي». ويضيف الشيخ القبلي ل «الخبر»: «لن يتوقف هذا المشروع الحوثي المدعوم من إيران وتأييد دولي حتى يصلوا إلى أهدافهم المرسومة لهم والمعدة لهم حسب المخطط الإيراني ولنا في كل الأحداث الذي تجري على المستوى العربي والعالمي عبره في هذا المخطط الذي ينفذ تدريجيا». وفي السياق أكدت عدة مصادر محلية مقتل الآلاف من الأطفال الذين كانوا يقاتلون في صفوف مليشيات الحوثي خلال المعارك التي شهدتها المناطق اليمنية في الوقت الذي لم تقم فيه المنظمات المعنية بالدفاع عن الأطفال ووقف الانتهاكات بحقهم بأي دور لوقف الاستغلال الوحشي من قبل جماعة الحوثي لهذه الشريحة. ويرى محللون عسكريون أن الخسائر البشرية الكبيرة التي يتعرض لها الحوثي في حروبه ضد أبناء الشعب في أكثر من جبهة تأتي بسبب ان الحوثي يدفع بكثير من الأطفال والأحداث لجبهات القتال دون أن يكون مؤهلين للمشاركة في هذه الحروب حيث يدفع إليها دفعاً بتعبئة مذهبية ويوهمهم بأن من يقاتلونهم هم من عملاء أمريكا وإسرائيل وغيرها من الحجج الواهية التي يستعملها الحوثيين لاستجلاب مزيداً من المقاتلين الذين لا دراية لهم في أساليب القتال والحرب.