قالت صحيفة «ذا إندبندنت البريطانية» إن تنظيم القاعدة في اليمن أصبح أكثر قوة لأنه يوفر القوات للطائفة السنية التي تشعر بأنها تواجه تهديدا من حركة الحوثي الشيعية التي استولت على أجزاء كبيرة من البلاد. وأضافت الصحيفة أن قوة تنظيم القاعدة المتصاعدة في اليمن ليس لها علاقة بالجهاديين الأجانب أمثال الشقيقين كواشي اللذان قتلا 12 شخصا في باريس وسبق أن تلقيا تدريبا من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتي تتخذ من اليمن مقرا لها في صيف عام 2011. وأضافت: يحظى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالدعم أساسا من القبائل السنية التي سبق أن حاربت التنظيم، ولكنها الآن تواجه الضغط من الحوثيين الذين ينتمون إلى الشيعة المعروف باسم الزيديين. وأشارت الصحيفة إلى أن حوالي ثلث اليمنيين ينتمون إلى هذه الطائفة التي هيمنت على البلاد قبل ثورة عام 1962. في سبتمبر من العام الماضي استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء واتجهوا جنوبا ضد القبائل السنية، التي تنتظر من تنظيم القاعدة توفير المقاتلين من ذوي الخبرة والمفجرين الانتحاريين لمحاربة ميليشيات الحوثيين. وتنقل «ذي إندبندنت» عن أحد قادة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في تصريحات صحافية قوله إن تقديم الحوثيين يزيد من عدد المنضمين إلى تنظيم القاعدة، مشيراً إلى أن استراتيجية المجموعة هي محاربة الحوثيين في وسط اليمن، بعيدا عن معاقلهم في الشمال، و»جرهم إلى حرب طويلة، وإجبارهم على التراجع». وقالت الصحيفة إن الفترة الماضية شهدت الكثير من التفجيرات الانتحارية التي استهدفت الحوثيين حول مدينة رداع، التي كانت واقعة من قبل تحت سيطرة تنظيم القاعدة منذ عام 2012، ولكنها الآن تشهد القتال العنيف. وقال زعيم قبلي محلي في رداع، وهو الشيخ أحمد الجابري في تصريحات صحافية «إنها مسألة ثأر من الحوثيين. يمكن للقبائل أن تتحالف حتى مع الشيطان». واعتبرت الصحيفة أن التطورات الجارية في اليمن تمثل ضربة خطيرة للحملة الطويلة التي خاضتها الولاياتالمتحدة باستخدام طائرات من دون طيار ضد معسكرات القاعدة في جزيرة العرب وغيرها من الجماعات المسلحة وهو المهمة التي اعتبرتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أحد أوجه النجاح لإدارته. وقالت إن اليمن طالما وقع فريسة الانقسام حسب الولاءات القبلية والإقليمية والخلافات الطائفية بين الشيعة والسنة. لكن في الوقت الراهن اختلف الوضع بسبب دعم إيران لتقدم الحوثيين ودعم الدول السنية لخصومهم. وأضافت الصحيفة أن الوضع في اليمن يبقى مختلفا عن سورياوالعراق، لأن تنظيم القاعدة في الدولة يعتبر مصدر إلهام للقبائل السنية التي تبحث عن مصدر للمقاتلين ذوي الخبرة والمتعصبين للدفاع عن مجتمعهم. في المقابل فإن الحكومة اليمنية ضعيفة للغاية إلى حد الانهيار، حيث لا يملك الرئيس عبد ربه منصور هادي سوى القليل من السلطات منذ أن استولى الحوثيون على صنعاء في 21 سبتمبر العام الماضي. وأشارت إلى أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي أجبر على التنحي في عام 2011، قال ذات مرة إن «حكم اليمن يشبه الرقص على رأس الثعابين». وأكدت أن الدولة لم تكن قوية على الدوام وكانت تعتمد على دعم القبائل وحلفائها الأجانب، واليوم تنجرف إلى المواجهة بين السنة والشيعة، لاسيَّما أن الدول السنية في المنطقة تشعر بالقلق من نفوذ إيران والشيعة في بغداد ودمشق وبيروت والآن في صنعاء. وختمت الصحيفة بالقول إن تنامي قوة تنظيم القاعدة في اليمن تشكل خطورة إضافية على المنطقة والعالم، لأنه يعني أن هناك ستة بلدان على الأقل في المنطقة تضم جهاديين من أوروبا، بدءا من حركة طالبان في أفغانستان، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا، وانتهاء إلى الجهاديين في ليبيا.