تتفاقم الأزمة اليمنية يوماً إثر يوم، بعد انقلاب الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يعمل على تحريض الفرقاء السياسيين ضد شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وإيجاد الذرائع لمهاجمة المناطق التي ترفض هيمنة الحوثيين وانقلابهم العسكري. ونقلت «قناة العربية» عن مصادر يمنية في صنعاء قولها إن اجتماعات سرية يعقدها صالح مع ضباط موالين له وقيادات حوثية متحالفة معه تهدف إلى إشعال فتيل حرب طاحنة ضد الجنوب بعد تسليم ملف الجنوب إلى القائد العسكري الحوثي والمتهم الرئيسي الذي صدر بحقه قرار إدانة من مجلس الأمن، أبو علي الحاكم. ونقلت «العربية» عن شهود عيان القول إن الرئيس السابق صالح دفع بمجاميع مسلّحة كبيرة إلى محافظة تعز لإدخالها إلى طور الباحة الجنوبية في محاولة منه لفتح جبهة يمر عبرها إلى الجنوب، إلا أن هذه القوات تم طردها فور وصولها من قبل اللجان الشعبية الجنوبية التي تنتشر في مديرية الصبيحة وتقوم بتأمين المنطقة. * قلق في عدن وشهدت مدينة عدن خلال اليومين الماضيين، اشتباكات متقطعة بين اللجان الشعبية التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي وقوات الأمن الخاصة التي رفض قائدها المقرب من الحوثيين قرار إقالته من منصبه. وقالت مصادر سياسية لصحيفة «البيان» الإماراتية إن حالة من التوتر تسود المحافظة جراء وصول المزيد من التعزيزات للطرفين، حيث يتم إرسال العشرات من المسلحين إلى معسكر قوات الأمن الخاصة، ووصول المئات من مسلحي اللجان الشعبية التابعة لهادي من محافظتي أبين وشبوة إضافة إلى عشرات الآليات العسكرية والأفراد من منتسبي اللواء 119 بقيادة فيصل رجب المقرب من هادي. ويعيش حالياً سكان عدن حالة من القلق خوفاً من انفجار الأحداث وتوسعها في حرب طاحنة بين اللجان الشعبية والأمن المركزي وبقية الألوية العسكرية. يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مصادر عسكرية مقربة من الرئيس عبد ربه منصور هادي أن قوات الجيش التابعة للمناطق العسكرية المتمركزة في المحافظاتالجنوبية ستضطلع بمهام الدفاع عن الشرعية الدستورية والتصدي لأي محاولات تستهدف فرض الخيار العسكري لاستكمال الانقلاب. * مغامرة الحوثيين ويشير مراقبون إلى أن إقدام الحوثيين على مغامرة بحجم اقتحام عدن عسكرياً أمر بات محتملاً في ظل المخاوف المتصاعدة من تضاعف حجم العزل السياسي للجماعة، جراء سحب معظم السفارات لطواقمها من صنعاء، وتزايد الدعم الإقليمي والدولي لهادي. يضاف إلى ذلك مخاوف من حدوث تغيير في موازين القوى العسكرية على الأرض لصالح هادي في جنوباليمن من خلال استقطاب العديد من القادة العسكريين المتردّدين وترتيب صفوف الحراك الجنوبي الذي لازال منقسماً في مواجهة صالح والحوثيين. ويرجح خبراء عسكريون تفجّر الموقف من داخل عدن عن طريق وحدات الجيش والأمن التي تتكون في معظمها من جنود شماليين والتي هي في حد ذاتها تمثل قوات ضاربة في مواجهة لجان شعبية جنوبية قليلة التدريب والعتاد. * الصبيحي في مهمة إنهاء التمرد إلى ذلك أفادت مصادر رئاسية يمنية بأن هادي كلف وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة اللواء محمود الصبيحي الذي وافق على العودة إلى مزاولة مهماته، إنهاء تمرد قائد معسكر قوات الأمن الخاصة العميد عبدالحافظ السقاف، والإشراف على إعادة ترتيب صفوف الجيش، من أجل الدفاع عن السلطات الشرعية في مواجهة الحوثيين. وقالت مصادر أمنية في عدن إن الصبيحي التقى مع السقّاف لإقناعه بتنفيذ قرار هادي بإقالته، وتوصلا إلى اتفاق يقضي بتسليم معسكر قوات الأمن الخاصة، من دون أن تتوافر معلومات حول تفاصيل الاتفاق وموعد سريانه.