«كلها أسبوع وتنتهي كافة الأمور في الجنوب»، قالها مصدر مقرب من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، دون أن يفصح عن تفاصيل هذه الخطوة التي تبدو أنها ستكون مفاجأة كبيرة، ضمن سلسلة ضرب مفاصل الدولة خلال الفترة الماضية عبر أدوات الحوثي المسلحة المتحالفة مع صالح ودولته العميقة. وقُرأت هذا المقولة من قبل العديد من السياسيين على أنها تحمل في طياتها بوادر اجتياح الجنوب عسكريا أو تحريك معسكرات الجيش التي تتوزع في مناطقها وما زالت تدين بالولاء للرئيس السابق علي صالح، والإطاحة بالرئيس عبده ربه هادي الذي اتخذ من عدن عاصمة مؤقتة ويحاول نقل إدارة الدولة إليها مع حصوله على دعم محلي وإقليمي ودولي واسع. ورأى مراقبون أن كلمة المصدر المقرب من صالح- والتي أدلى بها ل»القدس العربي»- هي تطمينات بعثها الرئيس السابق لمناصريه سرا وبدأ ترجمتها على الواقع. وتعزز هذا التوقع التحركات العسكرية الواسعة لأتباع صالح وللحوثيين الذين يتوسعون عسكريا كل يوم، وأقاموا قبل أيام مناورة عسكرية في محافظة صعدة على الحدود مع السعودية، بقوة عسكرية بشرية تقدر بأكثر من 40 ألف مقاتل، وفقا لمصادر حوثية، استخدموا فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وكشفت مصادر سياسية في عدن عن تسلل عدد كبير من الحوثيين وأتباع صالح إلى محافظة عدن خلال الفترة الماضية، وانضمام عدد منهم يقدر بأكثر من 1000 شخص إلى معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة عدن، والذي يقوده عبد الحافظ السقاف، المحسوب على الحوثيين، والذي أقاله الرئيس هادي ورفض قرار الإقالة، كما رفض تسليم المعسكر للمعين خلفا له، وأن هذا العدد انضم لمعسكر قوات الأمن الخاصة في عدن بتوصية من قائد قوات الأمن الخاصة بصنعاء، الموالي لجماعة الحوثي عبد الرزاق المروني. ويتوقع العديد من المراقبين انفجار الوضع الأمني والعسكري في عدن مع استمرار رفض السقاف قرار الإقالة وقرار تسليم المعسكر للمعين خلفا له، وهو ما خلق حالة استنفار أمني وعسكري غير مسبوق في عدن، وحدوث مناوشات مسلحة بشكل شبه يومي بين قوات اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، وبين قوات الأمن الخاصة الموالية للحوثي.