الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تقود السعودية عملية عسكرية ضخمة للدفاع عن "شرعيته" في اليمن، كان في السابق رجلاً في ظل سلفه علي عبدالله صالح قبل أن تحوله الظروف إلى "رجل المرحلة" ورأس حربة مواجهة الحوثيين والنفوذ الإيراني . واختير هادي الذي كان نائباً لرئيس الجمهورية، ليصبح الرئيس التوافقي للبلاد، بعد أن وافق صالح أن يتنحى عن الحكم نهاية ،2011 لفترة انتقالية من سنتين، إلا أن الفترة طالت وتوالت التطورات التي جعلت من هادي قائداً لبلاده في مرحلة بين الأكثر خطورة . وحصل هادي على دعم خليجي ودولي كبير، إذ اعتبر أول رئيس ينتخب بشكل ديمقراطي في تاريخ اليمن . ويواجه هادي الحوثيين منذ سيطرتهم في سبتمبر/أيلول على صنعاء، ومن ثم سيطرتهم على القصر الرئاسي وفرضهم عليه الإقامة الجبرية، قبل أن يتمكن من الهرب إلى مدينة عدنالجنوبية التي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد . وأطلقت السعودية عملية "عاصفة الحزم" مع تسع دول عربية، بينما كان الحوثيون قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على عدن، ما كان سيشكل انتصاراً معنوياً كبيراً لإيران التي تدعم الحوثيين، وأخرج هادي من عدن بطريقة مجهولة وبحماية سعودية، وظهر في الرياض . وهادي في الأساس رجل عسكري متحدر من جنوباليمن وظل لسنوات طويلة موالياً للرئيس صالح وإنما حظي في مرحلة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في فبراير/شباط 2011 بثقة المعارضة وبات الرجل التوافقي . وشغل هادي منذ العام 1994 منصب نائب الرئيس حتى انتخابه رئيساً في فبراير/شباط ،2012 كما شغل منصب الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه صالح . وهادي كان قبل أن يصبح تحت الأضواء العالمية، شخصية متكتمة ولا يحظى بنفوذ حقيقي في الأوساط السياسية اليمنية، إلا أنه تمكن من فرض نفسه لاعباً أساسياً وتحول إلى رأس حربة في مواجهة نفوذ رئيس الحزب صالح . وهادي المتحدر من اليمنالجنوبي السابق كان انضم إلى معسكر الشماليين في ،1986 أي قبل أربع سنوات من الوحدة بين الشمال والجنوب، هرباً من تصفية الحسابات الدامية بين القيادات الجنوبية آنذاك . ولد هادي في الأول من مايو/أيار 1945 في محافظة أبين التي كانت في ذلك الوقت جزءاً من محمية عدن الخاضعة لبريطانيا . وتخرج في المدرسة العسكرية في اليمنالجنوبي عام 1964 . واستمر بالترقي في المنظومة العسكرية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمنالجنوبي) التي كانت الدولة العربية الماركسية الوحيدة، وكانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي . وتابع هادي في 1976 دورة في قيادة الأركان استمرت أربع سنوات، ثم شارك في بعثات لشراء الأسلحة من الاتحاد السوفييتي . وفي 13 يناير/كانون الثاني ،1986 اندلعت معركة دامية في عدن، عاصمة جنوباليمن حينها، بين قيادات الحزب "الاشتراكي" . ولجأ الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد إلى اليمن الشمالي الذي كان يرأسه صالح برفقة جزء من قيادات الجيش التي ظلت موالية، بينها هادي . وذلك الحدث شكل بداية النهاية لليمن الجنوبي وبدأت المحادثات تتكثف باتجاه توحيد اليمنين، وأعلنت الوحدة في 22 مايو/أيار 1990 . إلا أن الجنوبيين عادوا وأعلنوا انفصالهم في ،1994 فواجههم صالح بالحديد والنار، واندلعت حرب أهلية أسفرت عن فوز معسكر صالح الذي تمكن في النهاية من الحفاظ على الوحدة . وفي خضم هذه المعارك، قام صالح بتعيين هادي وزيراً للدفاع، وكان ذلك في مايو/أيار ،1994 كما عينه نائباً لرئيس الجمهورية .