أعتقد ان الجميع بات يدرك تماماً أنه في مأزق .. يتضح لنا ذلك ويتأكد من خلال طرح هذا التساؤل البسيط … ما الذي لا يزال بمقدور كل طرف ان يعمله؟ لا شيئ .. دعونا من المكابرة والتحديات الفارغة والكلام الذي نقوله للاستهلاك الاعلامي وانظروا بعين الموضوعية للواقع .. فمن في الداخل عجز عن تقديم أو فعل شيئ،متوقفاً عند نقطة البداية،ومن في الخارج سلم ذاته مكرهاً لدول التحالف العربي بزعامة السعودية .. فلا الأول استطاع تشكيل حكومة حتى ولو صورية،ولا الاخير استطاع تأمين مدينة واحدة مقراً لحكومته ..! الأول يعاني من عزلة سياسية عالمية واجماع دولي غير مسبوق على تمرده وعدم الاعتراف به، والثاني يعاني من رفض شعبي داخلي يتنامى يوماً بعد يوم ..!! اللاعبون الاساسيون في الازمة فقدوا بوصلتهم واصيبوا بشللٍ تام افقدهم القدرة على التفكير الصحيح وعن فعل أي شيئ يذكر ..! وهل يستطيع أحد ان يجزم القول أن صالح لا يزال يمتلك زمام المبادرة؟ لقد اختار لنفسه طريقاً لم يعد بمقدوره الا المضي فيه حتى النهاية وإن كان يعلم أن فيه الهلكة .. ! زعيم الحوثيين هو الآخر لم يعد في جعبته شيئ سوى خطاباته المكررة التي يلقيها بين الفينة والاخرى .. ! الاحزاب السياسية هي الاخرى اصيبت بالتبلد السياسي والتصحر الفكري،متواريةً عن المشهد وكأننا في زمن الدستور الدائم للرئيس الراحل القاضي عبدالرحمن الارياني،لا في زمن دستور دولة الوحدة.. ! لقد غاب المؤتمر تحت صدمة عاصفة الحزم،وغاب الاصلاح تحت صدمة انقلاب 21سبتمبر .. ولا يزال الحزبان الكبيران تحت تأثير صدمتيهما لم يستطيعا الافاقة حتى الآن .. ! والا أين هو المؤتمر وأين هو الاصلاح .. مما يجري بما يمتلكانه من قوة تأثير ؟ حتى العلماء الذين كانت لهم كلمة وكان لهم التأثير في أي حدث ماضياً غابوا ولم نسمع لهم الآن كلمة .. فأين هيئة العلماء،واين جمعية العلماء،واين هي رابطة العلماء؟ ألله .. ما الذي جرى لهذا الشعب .. أين مثقفوه واين ذهب مفكروه؟ .. اين ناشطوه الذين كانوا يملأون الدنيا ضجيجاً وصخباً؟؟ كيف غاب الشعراء وشعرهم والادباء وادبهم والفنانون وفنهم ..!! كيف انسحب هؤلاء وخلت ارضنا الا من ذي جعبة مملوءة وبندق مشحونة،وخلت سماؤنا الا من صخب لطائراتٍ ملعونة .. !