المتوكل إذا ما كان هذا البلد لا يتسع لرجل أكاديمي بحجم الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا معه، فلمن يا ترى يتسع إذاً؟!
ديكور كعادتهم لا يجدون صعوبة في البحث عن أمثال "المنصوري" للقيام بتحسين صورهم ومشاريعهم المذهبية والطائفية، حتى وإن كان هذا المنصوري بزي "عبدالله عبدالعالم".
ديموقراطية بلغت الديموقراطية في اليمن مستويات لم يبلغها أي شعب آخر، لدرجة غياب الدولة بكل مؤسساتها.
وديموقراطية يستطيع الجندي في هذا البلد الالتحاق بأي مليشيا مسلحة، كجماعة الحوثي مثلاً، ثم يخوض قتالاً ضد الدولة، بل ويظهر متحدياً لها على شاشة التلفزيون، وفي آخر الشهر يذهب لاستلام راتبه من وحدته العسكرية دون مشكلة!
مشكلة مشكلة اليمن، في اعتقادي، تتلخص في: دواعش السند – دواعش الشيعة – القبيلة – علي صالح وثقافة نظامه.
تناقض يردد الحوثيون باستمرار أنهم ضد الفساد، لكن ماذا نسمِّي نهب المعسكرات من أسلحة وذخائر بما فيها دبابات وعربات وصواريخ وغيرها من المعدات الثقيلة، أليست هذه أموال عامة لا يجوز أن يحوزها سوى الدولة؟
موضة نتيجة لافتقارهم لأي أفق وطني، قدمت الحركة الحوثية نفسها مجرد جعبة وبندق على كتف مراهق لا يفكر بأكثر من إثبات الذات، أو أشبه بموضة باتت تفقد بريقها بشكل متسارع. غرابة يتعاطى الحوثيون في خطابهم الديني معنا وكأنّ الإسلام دخل اليمن قبل يومين، إذ أننا لم نسمع عنه من قبل. مقاطعة من أبرز شعاراتهم الاستهلاكية: قاطعوا البضائع الأمريكية والإسرائيلية، المقاطعة كما يعكسها واقع الحال لا تشمل الأسلحة والذخائر والعُملة الأمريكية!
نعي لو تمكن الحوثيون من السيطرة على مدينة تعز، حينها فقط سألغي رجولة أبناء المحافظة، وسأنحب على قبر الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب حد العمى...
شماتة قلت له: ما رأيك لو نحمل جميعاً شعار "الموت للجهل، الموت للتخلف، اللعنة على المذهبية والطائفية"، أليس هذا أجدى وأنفع من البندق والجعبة، والدعاء بالموت لأمريكا وإسرائيل اللتين -ولا شك- لا تقيمان لكم وزناً؟ قال: شكلك داعشي. قلت: بل أنا ناصري. قال: إي.. إي، قد عرفت إنك "ناصبي". قلت: اللهم شماتة.
حاجة بعد وفاة العالم الألماني "إنشتاين"، أقام فريق من العلماء المختصين بإجراء فحوصات مكثّفة ودقيقة على دماغه لمعرفة سر نبوغه، فوجدوا أن دماغه يحوي (72) خلية زائدة عن غيره من الناس، ترى كم تحتاج أدمغة اليمنيين من الخلايا الإضافية لمعرفة وتفسير موقف الرئيس هادي مما جرى ويجري في البلاد، خاصة ما يتعلق بتوسع الحوثيين واستيلائهم قبلاً على العاصمة دون مقاومة؟
جيش استعراضي ذابت مؤسسات الجيش والأمن لكأنهما فص ملح، ولم نعد نلمس تواجدهما ولو بالحد الأدنى، ومع ذلك كانتا وما زالتا تستحوذان على ما نسبته 50% من الميزانية العامة.
غياب غابت أحزاب اللقاء المشترك، خاصة اليسارية منها، في أخطر الظروف والمعطيات التي لم تعشها البلاد من قبل، ولم نعد نسمع عنها شيئاً، لكنها ظهرت بقوة عند الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة، منهم من يهدد بالانسحاب، ومنهم من يطالب بحصة أكبر، بعد كل هذا الضغط والهوان والغياب يحق لنا أن نسأل: ما هي مبررات بقاء هذه الأحزاب خاصة عندما يتسيّد المشهد العام قوى التخلف والرجعية؟
ظلم ظالمة هي الجغرافيا وملعونة، حين لا تأخذ باعتبارها تجانس المجتمعات ومُمكنات التعايش.