أعلنت الرئاسة اليمنية أن معركة تحرير صنعاء ستفاجئ الجميع، وقال مختار الرحبي السكرتير الصحفي بمكتب رئاسة الجمهورية، إن «رئيس الجمهورية عقد اجتماعا مع مستشاريه مؤخرا، وتمت الموافقة على خطة تحرير صنعاء». وواصلت قوات التحالف العربي والقوات الموالية لهادي حشد تعزيزات عسكرية ضخمة بمحافظة مأرب استعدادا لمعركة الحسم، حيث وصل إلى مأرب نحو 500 آلية تضم دبابات ومدرعات وعربات وناقلات جند ومنظومات صواريخ متقدمة، إلى جانب ثماني مروحيات من نوع أباتشي. وقال الرحبي إن «عملية تحرير صنعاء ستكون مفاجئة للجميع وسيسقط الانقلاب الحوثي» كما أن «التعزيزات العسكرية في محافظة مأرب ستستمر حتى البدء بساعة الصفر لمعركة تحرير العاصمة» بالتزامن مع وصول وزير الداخلية اللواء عبده الحذيفي ومعه رئيس هيئة الأركان اللواء محمد المقدشي ونائبه الدكتور ناصر الطاهري الى مأرب. إلى ذلك أكدت وسائل إعلام نقلا عن مصدر عسكري رفيع انطلاق العمليات العسكرية لتحرير العاصمة صنعاء خلال الأيام الثلاثة القادمة. ونشرت ميليشيات الحوثي دوريات مكثفة في العاصمة صنعاء وعدد من الأحياء، وفرضت منع التجوال ليلا في تخوف من اقتراب غضب شعبي عارم في ظل الممارسات والاعتقالات والمداهمات التي نفذها في صفوف الناشطين وفشلها في ترميم قدراتها الدفاعية التي دمرتها طائرات التحالف العربي. وأعلن محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثي إن مسلحي الجماعة على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم تشنه القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على العاصمة صنعاء. وأضاف البخيتي:«سنتصدى للعدوان بإرادة الشعب اليمني، وسيهزم العدوان...قوات هادي حققت مكاسب في بعض المناطق، ميزان القوى لصالح أنصار الله الآن». وكشف مصدر في الرئاسة اليمنية ل«العربي الجديد»، أنّ ضغوطاً «كبيرة» تمارسها الإدارة الأميركية على الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بشأن خطة تحرير صنعاء، وتنطوي على رفض أميركي لأية عملية برية لتحرير العاصمة اليمنية من سلطة الانقلابيين. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن الرئاسة اليمنية منشغلة منذ نحو أسبوعين بمواجهة هذه الضغوط، وأن زيارات الرئيس هادي إلى السودان، والإمارات، والمغرب، جاءت بهدف إيجاد وتوحيد الموقف العربي لمواجهتها. أما عن طبيعة هذه الضغوط، فاكتفى المصدر الرئاسي بالقول إنها تتعلق برفض أميركي لأية عملية برية لتحرير صنعاء من مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. كما أشار المصدر، إلى أن الأميركيين يرون أن الخسائر البشرية في معركة تحرير صنعاء ستكون باهظة، وأنّ الحوثيين أبدوا استعدادهم لتنفيذ القرار الأممي 2216 على مراحل، وهو ما لا تثق فيه القيادة اليمنية. وتتزامن هذه الضغوط، مع زيارة يعتزم الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز القيام بها، إلى واشنطن، هي الأولى له منذ توليه الحكم، وهي الزيارة التي اعتبرها المصدر حاسمة لتقرير ما سيؤول إليه الوضع في اليمن، باعتبار أن السعودية تقود التحالف العربيالذي ينفذ منذ مارس/آذار الماضي، ضربات جوية تستهدف المواقع العسكرية للانقلابيين. وقال مسئولون في البيت الأبيض لصحافيين في اتصال قبيل زيارة الملك سلمان إلى واشنطن إن أوباما سيدعو جميع أطراف الصراع إلى تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.